اجتاحت عشرات الكلاب الضالة، التجزئة السكنية «السعادة» الموجودة بمقاطعة جليز بمراكش خلال الشهور القليلة الماضية، حيث أصبحت هذه الكلاب الضالة تتجول بحرية دون رقيب أو رادع وتهدد سلامة السكان. ورغم الشكايات، التي تقدم بها عدد من سكان التجزئة السكنية الجديدة، التي لم يمض على إنشائها ست سنوات، إلى كل من المجلس الجماعي والمصالح المعنية بولاية جهة مراكش تانسيفت الحوز، فإن الوضع لا زال على ما هو عليه. وأوضح محمد شاكر، أحد سكان المنطقة أن أحد أقربائه، الذي يدرس بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، التابعة لجامعة القاضي عياض، تعرض قبل شهور لاعتداء من قبل هذه الكلاب، عندما كان قادما من كليته، جعله يرقد بالمستشفى لأسابيع. أوضح المتحدث أنه تقدم بشكاية إلى المجلس البلدي لمراكش وإلى القائد عن طريق مقدم الحي، لكن «لا حياة لمن تنادي»، يعلق شاكر. وقال بعض السكان إن الاعتداء الذي تعرض له قريب شاكر ليس الوحيد الذي تعرض له السكان جراء اجتياح الكلاب المشردة للمنطقة، التي توجد في دائرة جليز، إحدى المناطق الراقية بمراكش، بل سبقه هجوم تعرض له بعض الأطفال من قبل أحد هذه الكلاب، التي تتجول في المنطقة مهدد سلامة السكان والمارة منهم تحديدا. هذا، وتتجول الكلاب الضالة المسعورة بالمنطقة، التي تعرف تجمعا سكنيا كثيفا بكل حرية أمام أعين رجال الأمن، ويتعرض سكان التجزئة من حين لآخر لهجوم الكلاب الضالة فتصيب بعضهم بعاهات، كما هو الشأن بالنسبة إلى سعيد الفرخاني (23 سنة/ يدرس في الجامعة)، أحد شباب الحي، الذي عضه كلب، عندما حاول مده بالطعام يوم عيد الأضحى. يحكي «سعيد» أنه كان يهم بالخروج من منزله لتقديم الطعام للكلاب التي ترقد بالقرب من باب العمارة، فباغته أحد الكلاب وعضه في فخذه، مما جعله يجري عملية زرع على مستوى الفخذ كلفته حوالي 15 ألف درهم. فرضت الكلاب الضالة حظر التجوال على سكان تجزئة «السعادة» التي تبعد عن السوق التجاري مرجان بحوالي 500 متر، خصوصا خلال الليل، حيث تنعدم الإنارة، مما جعل حياة سكان التجزئة مقرونة بالخوف والذعر ومهددة بسبب انتشار الكلاب وضعف الإنارة. ومما زاد من خطورة هذه الكلاب انتشارها بالقرب من بعض الأماكن الحيوية والحساسة جدا، كالسوق التجاري «مرجان»، وأمام العمارات، وبالقرب من كليتي الحقوق والآداب، مما يجعل معدل الحوادث التي يمكن أن تخلفها الكلاب مرشحة للارتفاع، في حالة عدم تدخل الجهات المعنية.