سواء كانت اضطرابات المزاج يرجع أصلها لأسباب جسدية أو نفسية فإنها تدمر حياتك.. في هذا البحث نقدم لك نصائح الطبيب النفسي الدكتور «سامي بول تويل» لتعلم السيطرة على هذه الاضطرابات. ما الذي يمكن أن يسبب تغيرات المزاج؟ أسباب هذه الاضطرابات مادية في المقام الأول، والمرأة هي أكثر عرضة للتقلبات المزاجية من الرجل، بسبب المشاكل الهرمونية التي تحدث خلال فترة الدورة الشهرية وبعد الولادة وخلال انقطاع الطمث، ولكن ليست هذه هي العوامل المسببة فقط، فيمكن أن يسبب عدم وجود ضوء الشمس مشاكل المزاج.. وهذا هو ما يسمى باكتئاب الشتاء. ولكن هناك أيضا أسبابً نفسية، مثل السياق الشخصي الخاص والمهني، فإذا كانت لديك حياة جيدة وعلاقات طيبة في العمل، فلن تكون هناك أي متاعب، وستكون أقل احتمالا للتعرض لتجربة «تقلب المزاج». وعلى العكس من ذلك، إذا كانت هناك أحداث في الحياة لا تشجع على المزاج الجيد فستتعرض لنوبات توتر وتقلبات مزاجية، تختلف حدتها وفقا لنوع الأحداث والضغوط التي تواجهها وأيضا طريقتك في مواجهة هذه الضغوط.. ومع ذلك، هناك أناس لديهم صعوبات في الحياة لا تسبب أي تأثير خاص على مزاجهم. هذه الضغوط - اعتمادا على طرق التعامل معها بطرق جيدة أو غير ذلك - فهي ترتبط بوضوح بماضينا وطفولتنا. فالناس الذين تعرضوا لصدمات نفسية أو التخلي عنهم في طفولتهم، لديهم صعوبة عند البلوغ في إدارة الإجهاد، وبالتالي في تقلب مزاجهم. كيف يمكن أن تحدث اضطرابات المزاج وكيف يمكن أن تكون محرجة لأنفسهم ولبيئتهم المحيطة؟ التحليل النفسي يتيح التعرف على الأسباب التي تمنعنا من إدارة حالات الإجهاد بشكل صحيح. قبل كل شيء، من المهم أن نقول إن اضطرابات المزاج هي ظاهرة فسيولوجية طبيعية تؤثر على الجميع، ويمكن أن تأخذ اتساعا معينا وتصبح مرضية. في هذه الحالات نحن نتحدث عن دورية المزاج، أو ما هو أسوأ، القطبية الثنائية؛ حيث ينتقل الشخص من حالة النشوة والإثارة إلى حالة من الاكتئاب بشكل سريع جدا، وقد يكون معكر المزاج، حزينا، منطوياً على نفسه.. ونشير أيضا إلى العدوان والاستفزاز. النتيجة: سوف تكون هناك صعوبات كثيرة في الحياة الزوجية بل وأيضا في العمل، وسوف يعاني المحيطون بالطبع، وهم لا يعرفون أبدا ما يمكن توقعه.. أحيانا يأخذونك في حالة النشوة التي يعيشون بها وفي لحظة لاحقة، في حزنهم ناهيك عن لجوء هؤلاء الناس الذين يعانون من هذه الاضطرابات المزاجية حقا للشراب أو المخدرات لتهدئة أنفسهم. كيف يمكننا السيطرة على مشاكل المزاج؟ في الحالات الشديدة، مثل الاضطراب «ثنائية القطب» على وجه الخصوص، هناك علاجات دوائية بالنسبة للحالات العادية، والتي يمكن أن تصيبنا جميعا، وأنصح باستشارة الطبيب المعالج ويمكنك اختيار البدء في التحليل النفسي لمحاولة فهم الأسباب التي تمنعك من إدارة حالة الإجهاد بشكل صحيح أو محاولة للعلاج المعرفي والسلوكي اللذين سيعملان معك على «هذا والآن», حيث لا يشير المعالج إلى ماضي المريض. فضلا عن العلاج، يمكنك أيضا عمل علاج بالتمتع ببعض أيام العطلة في نوفمبر ومارس حيث الجو الصحي المعتدل والطبيعة المنتعشة.. تذكر أيضا ممارسة النشاط البدني بانتظام فمن خلال الرياضة، ينتج جسمك الأندورفين وهذا من شأنه أن ينظم المزاج. كيفية التعامل مع شخص يعاني من اضطرابات المزاج؟ لا يجب التعامل مع الشخص المصاب بتقلبات المزاج بحدة، فقد لا يكون ذلك سهلا دائما، ولكن في أول بادرة لظهور اضطرابات المزاج من زوجك (زوجتك) أو شخص مقرب لك، حاول التعامل معه بهدوء ولكن لا تتفاعل كقاضٍ أو كهيئة المحلفين.. فحاول فهمه برفق وحب، وقد يكون من الأفضل بالنسبة له الذهاب لرؤية المعالج.