أدرجت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة «الفادو» ضمن التراث الثقافي اللا مادي للإنسانية، وهو غناء تقليدي برتغالي. وقد اتخذت قرارَ إدراج «الفادو» ضمن لائحة التراث الثقافي اللا مادي للإنسانية لجنة حماية التراث الثقافي اللا مادي، التي اجتمعت في جزيرة بالي الأندونسية، والتي أضافت 14 عنصرا إلى هذه اللائحة، التي كانت تضم سابقا 213 تقليدا من أنحاء العالم. وقد قدمت البرتغال اقتراحها ل»يونسكو» في يوليوز الماضي من أجل إدراج «الفادو» ضمن التراث الثقافي اللا مادي وإكساب الشهرة العالمية لهذا الغناء التقليدي، الذي ظهر قبل حوالي قرنين في لشبونة وأصبح بذلك رمزا لشعب بأكمله. و»الفادو» كلمة مستقاة من الكلمة اللاتينية «فاتوم»، التي تعني «المصير»، وهو غناء حزين يُواكَب بالعزف على الآلات الموسيقية الوترية، خاصة القيتارة، وكان يُتغَنّى به سابقا في الأحياء الشعبية للعاصمة قبل أن يغوي الطبقة البورجوازية. ويتغنى مغني «الفادو» أو «فاديستا»، على العموم، بمواضيع تتعلق بفقدان الأحبة والغيرة والحنين إلى الماضي والحزن والمنفى. وفي خمسينيات القرن الماضي، استطاع فن «الفادو» أن يعْبُر الحدود بفضل أماليا رودريغيز، حيث اشتهرت أغنية «سوداد» في مختلف أنحاء العالم، وبذلك تكون رودريغيز قد ساهمت في جعل هذا الفن رمزا للثقافة البرتغالية. ورحب الرئيس البرتغالي انيبال كافاكو سيلفا بإدراج «الفادو» ضمن التراث اللا مادي للإنسانية من طرف منظمة «يونسكو»، مؤكدا أن ذلك «يعد اعترافا ومصدرا للاعتزاز بالنسبة إلى جميع البرتغاليين»، مضيفا أن «الفادو، كتراث لا مادي للإنسانية، يعتبر قيمة لا تقدر بثمن بالنسبة إلى الحاضر وتراثا ثقافيا مهما لأجيال المستقبل».