تم مساء أول أمس تشييع جنازة عبد الكريم الخطيب، الرئيس المؤسس لحزب العدالة والتنمية، الذي توفي يوم السبت 26 شتنبر (ليلة القدر) على الساعة العاشرة والنصف ليلا، بمقر إقامته بطريق زعير بالرباط. وعرفت الجنازة حضورا رسميا وشعبيا كبيرا، حيث قدرت مصادر من الحزب عدد المتوافدين على المقبرة بالآلاف، خاصة من أعضاء حزب العدالة والتنمية الذين حجوا من مختلف المدن. وتقدم الأمير مولاي رشيد، الموكب الجنائزي، مرفوقا بعدد من مستشاري الملك محمد السادس، منهم محمد معتصم، ومزيان بلفقيه، وعضو الديوان الملكي رشدي الشريبي، وعبد الحق لمريني وزير التشريفات والأوسمة. وعكس حضور القصر الوازن في الجنازة مكانة الخطيب الذي سجل التاريخ له أنه هو من اقترح التوقيع على البيعة أثناء تولي الملك محمد السادس العرش، كما سجل حضور وازن في الجنازة لأعضاء الحكومة، وعلى رأسهم الوزير الأول عباس الفاسي، ومحمد اليازغي وزير الدولة، وإدريس الضحاك الأمين العام للحكومة، وخالد الناصري وزير الاتصال. ومن الشخصيات الحزبية، لوحظ حضور كل من إدريس لشكر، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي، الذي كان يقف إلى جانب فتح الله ولعلو، على بعد أمتار من موقع الدفن، وبن سعيد أيت إيدر القيادي اليساري، وأحمد عصمان الرئيس السابق للتجمع الوطني للأحرار، وكريم العمراني، الوزير الأول الأسبق، وفؤاد عالي الهمة، القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة، فضلا عن حضور كبير لعدد من الشخصيات العسكرية السامية. ومن الحركات الإسلامية، سجل حضور ملفت لجماعة العدل والإحسان، من خلال كل من فتح الله أرسلان وعبد الواحد المتوكل عضوي مجلس الإرشاد. وتلا محمد معتصم، المستشار الملكي، نص برقية التعزية التي بعثها الملك محمد السادس إلى عبد الإله بنكيران، جاء فيها أنه “بوفاته يكون المغرب وهيئتكم السياسية قد فقدا نموذجا يحتذى في التشبث بإمارة المؤمنين والتعلق بثوابت الأمة ومقدساتها». وبعد انتهاء مراسم الدفن، اصطفت عائلة الراحل الخطيب لتلقي التعازي، ومنهم ابنه عمر الخطيب، والجنرال بنسليمان ابن أخته، وإسماعيل العلوي، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، ابن أخته أيضا، وسعد حصار، الوزير المنتدب في الداخلية، ابن فاطمة حصار أخت الخطيب. وبعدما غادر الموكب الرسمي مكان الدفن، تقدم عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، لإلقاء كلمة قرب القبر، وسط جموع من الحاضرين خاصة من أعضاء الحزب، حيث أشاد بمناقب الراحل، وذكر بآخر لقاء جمع أعضاء الأمانة العامة بالخطيب في بيته بعد انتخاب القيادة الجديدة في المؤتمر الأخير، حيث قال لهم إن هذا اللقاء سيكون آخر لقاءلهم به، وأوصاهم بالوحدة، وأهداهم لوحة كتبت عليها الآية الكريمة «واعتصموا بحب الله جميعا ولا تفرقوا»، وقال بنكيران إن الخطيب عاد بهم، خلال اللقاء، إلى السبعينات حين التقى بالراحل الحسن الثاني بعد أحداث الانقلاب، وأنه نصحه، بما أنه أمير للمؤمنين، بأن يسمح بتأسيس حزب إسلامي، فسخر منه الحسن الثاني وطلب منه أن ينشئ زاوية، فخرج الخطيب غاضبا من ذلك اللقاء، وقال الخطيب للقيادة الجديدة وقد غالبته الدموع: «لقد حققتم أمنيتي».