أقدم مواطن، مساء أول أمس الأربعاء، على إضرام النار في جسده فوق سطح مقر ولاية العيون، أمام مكتب الضبط، احتجاجا على عدم تنفيذ سلطات ولاية العيون وعودا بتمكينه من بطاقة الإنعاش الوطني التي سحبت منه في وقت سابق. وقد علمت «المساء» من مصدر حقوقي بأن المسمى أردون محمد كان موجودا خلال اجتماع عقد داخل مقر الولاية عرف حضور والي جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء، خليل الدخيل، ومؤطري قبيلة «ازوافيط»، من أجل التحضير للانتخابات التي تجرى اليوم؛ وفور انتهاء الاجتماع -يضيف مصدرنا- قام محمد بالصعود إلى الطابق العلوي من مقر ولاية الجهة وصرخ بأعلى صوته -وكان قد سكب على جسده قنينة من البنزين- «بغيت حقي»، فتوجه نحوه باشا المدينة، غير أنه عند اقتراب هذا الأخير منه ومحاولته إنزاله بالقوة أشعل النار في نفسه بواسطة بقداحة سجائر، مما تسبب له في الإصابة بحروق خطيرة بعد انتقال النيران بسرعة إلى كافة جسده، كما تسبب لباشا المدينة في حروق على مستوى اليد والوجه. ومازالت علامة الاستفهام -حسب المصدر الحقوقي- منتصبة حول الكيفية التي تمكن بها أردون من الحصول على البنزين وهو داخل مقر الولاية والإقدام على فعلته. وقد نقل الشاب -حسب ذات المصدر- إلى مستشفى الحسن بلمهدي في العيون، حيث ضربت عليه حراسة أمنية مشددة حالت دون الاطلاع على ظروفه الصحية. وعلمت «المساء» من مصدر طبي بأن محمد أردون، المولود سنة 1966 متزوج وأب لطفلين، قد أصيب بحروق عميقة من الدرجة الثانية، في حوالي 70 في المائة من كافة جسده، وهو الآن يرقد -حسب المصدر الطبي ذاته- في قسم المستعجلات بالمستشفى المذكور، في انتظار نقله إلى الدارالبيضاء نظرا إلى خطورة حالته. وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يقدم فيها شخص على إحراق ذاته في مقر ولاية العيون، نظرا إلى نقاط التفتيش والمراقبة المحيطة بمقر الولاية، وكذا الإغلاق المستمر لبواباتها الحديدية حتى في أوقات الدوام الرسمي. وفور وقوع الحادث، طالب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في العيون بفتح تحقيق عاجل في ملابسات الحادث وظروف إقدام هذا الشاب على إضرام النار في نفسه داخل مقر ولاية العيون وبحضور باشا ورئيس دائرة بالإقليم. وقد زار مكتب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في العيون المستشفى الذي يقطن به الضحية قصد الاطلاع على وضعه الصحي، حيث أكدت عائلته أن النار قد التهمت جزءا كبيرا من جسده مستنكرة تباطؤ نقله إلى المستشفى. ويذكر أن المقدم على إحراق ذاته، وهو من قاطني مخيمات الوحدة بالعيون سابقا، كان يتردد دائما على الولاية للحصول على بطاقة الإنعاش الوطني التي تجهل إلى حد الآن أسباب وظروف سحبها منه.