لجأ نجيب رفوش الملقب ب«ولد العروسية»، وكيل لائحة حزب «الاتحاد الدستوري»، إلى إسالة الدماء بدائرته من أجل «تيسيير» نجاحه، ووصوله إلى قبة البرلمان، خصوصا بعد أن أصبحت حظوظه تتضاءل بفعل شدة المنافسة مع أسماء وازنة بالدائرة، أبرزها فاطمة الزهراء المنصوري، عمدة مراكش، ويونس بنسليمان، وكيل لائحة حزب «الميزان». «ولد العروسية»، الذي ظهر وسط أنصاره مساء أول أمس الاثنين بمظهر أنيق، كان يسير في موكب وهو يرش ب«ماء الزهر» من قبل بعض «العونيات» والعاملات في الحملة الانتخابية، التي جند لها حوالي 3000 مواطن، لكل واحد منهم أجرته الخاصة. «ولد العروسية»، البرلماني الذي فاز تحت يافطة حزب الأصالة والمعاصرة، وارتحل صوب حزب صلاح الدين مزوار داخل قبة البرلمان، ليعود إلى حزب والده (الاتحاد الدستوري)، قام بذبح كبشين سمينين، وزع لحمهما على سكان الدروب العتيقة، وتبرك بدمائهما العجائز والفتيان. «وعود» قليلة قدّمها «ولد العروسية»، الذي استغل «اسم الشهرة» أكثر من اسمه ونسبه الحقيقيين، مثله مثل وكيل لائحة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، نجيب أيت عبد المالك، الذي فتح قوسين أمام اسمه ونسبه وكتب اسم شهرته (زبيدة)، على اعتبار أن القليلين من يعرفون نجيب رفوش، ونجيب أيت عبد المالك، فيما الكثيرون يعرفون «ولد العروسية» و«زبيدة». وعكس ماقام به «ولد العروسية» من ذبح الأكباش، وتقديم المساعدات لسكان الأحياء العتيقة لمراكش، نزلت ابنة الباشا المنصوري، بكل ثقلها في دروب المدينة القديمة، معلنة «الحرب» على المفسدين، الذين «نهبوكم ومرغوا كرامتكم في الوحل»، تقول فاطمة الزهراء المنصوري في تجمع عقدته مع بعض النساء. «يلا رضيتو بالمنكر والفساد والنهب، أنا بعدا راني قررت ما نسكتش». هذه العبارة جيشت مئات النساء اللواتي كن يستمعن إلى وكيلة لائحة حزب «البام»، التي فاجأت الحاضرات وبعض الحاضرين، عندما قالت في التجمع نفسه إنها تعرضت للعديد من الضغوط لبيع المراكشيين، «لكني رفضت، وقاومت، وسأقاوم إلى أن ترجع لمراكش كرامتها». ابنة الباشا، التي لم تمنعها الأمطار التي تهاطلت على المدينة الحمراء، ركزت في إقناعها الناخبين على التربية التي تلقتها من والدها و«الإنجازات» التي حققتها في التدبير الجماعي عندما كانت تستحضر مقولة والدها: «قال الله يرحمو مراكش إيلا عطاتك خاصك تعطيها، وراني دابا بديت كانعطيها». مئات المشاركين في الحملات الانتحابية تجندوا لتوزيع الأوراق ورفع شعارات تحث الناخبين على التصويت على مرشحهم، ومنهم من استعمل «الدقايقية»، والطبالة والغياطة»... لكن المشهد الطريف والغريب أن مئات من سكان ذلك الحي الذي يقطنون به كانوا يوزعون الأوراق على منازلهم الخالية، ويحثون آباءهم وإخوانهم الصغار على التصويت. وأوضح بعض المتتبعين أن بعض المرشحين جنّد الأم والأب والابن في الحملة الانتخابية، مما جعل المنزل خاويا على عروشه.