في مثل هذا اليوم من سنة 2001 لقي لاعب الوداد يوسف بلخوجة مصرعه على رقعة مركب محمد الخامس، في مباراة ديربي بين الوداد والرجاء كان فيها انتصار الفريق الأحمر مبللا بالدموع. مات بلخوجة بعد أن ابتلع لسانه من شدة الاختناق وتكتم الجميع على الأسباب الحقيقية للحادث المؤلم، بينما قالت الرواية الرسمية إن الوفاة ناتجة عن توقف النبض بعد انتفاخ حجم القلب، وحررت جامعة كرة القدم على الفور خطاب تعزية للوداد ولأسرة الفقيد، ثم عادت الأمور إلى نصابها بعد أن ووري يوسف الثرى بإحدى مقابر مدينة القنيطرة. تلقت أسرة الراحل عشرات الوعود في المقبرة، وعد بتشغيل أشقاء المأسوف عليه، ووعد بشراء شقة للوالد المكلوم، ووعد بتخصيص الراتب الشهري للمرحوم للأسرة الحزينة إلى الأبد، ووعد بإقامة دوري سنوي لاستحضار روح يوسف، ووعود عديدة دفنت في نفس المقبرة لأنها ولدت ميتة، وحده قميص عملاق يحمل رقم 19 ظل حاضرا في مركب محمد الخامس يذكر المسؤولين بالوعود الفانية. حين شبع رفات الفقيد موتا خرج بعض رفاق بلخوجة عن صمتهم فذكروا أمواتهم بالشر، حيث طعنوا في التقرير الطبي الرسمي، وأكدوا أن سبب الوفاة شرب كمية من السوائل المنشطة فاقت قدرات الجسد مما أثر سلبا على قلب الفتى. قوبل هذا الكلام بالصمت، بل إن تصريحات بعض اللاعبين أجمعت على وجود إن وأخواتها في قضية وفاة بلخوجة، ومرة أخرى كان صمت المسؤولين حكمة، ولم تحرك أي جهة ساكنا لأن القضية سقطت بالتقادم، بينما اكتفت المجموعة الوطنية بدورية تلزم الفحوصات الطبية القبلية، وبعد سنوات ألزمت الفرق بتوفير سيارة إسعاف تحسبا لأي طارئ. في الموسم الماضي أجرى الدكتور بلحوز طبيب الفتح الرباطي كشوفات دقيقة حول لاعبي الفريق، تبين من خلالها امتلاء حقينة مجموعة من اللاعبين بمواد محظورة كالشيشة والمعجون ومشتقات التخدير، وحين رفع تقريره السري إلى المسؤولين عن الفريق يحذر فيه من انهيار مقولة الجسم السليم في العقل السليم، صدر قرار سري بإبعاد الطبيب بدل إجراء بحث مضاد. اليوم هناك حديث داخل الرجاء عن وجبة معجون تناولها خمسة لاعبين رجاويين قبيل مواجهة الجيش الملكي، اعتقادا منهم أن مكونات الخليط قادرة على جعل اللاعب بعيدا عن ضغط المباراة، والحال أن مضاعفات هذه المادة المنشطة كانت سلبية بعد أن افتقد بعض اللاعبين الفرامل وتحولوا إلى أشباح. لحد الساعة لم يفتح أي تحقيق في النازلة حفاظا على استقرار الفريق، رغم أن القضية على قدر كبير من الخطورة، وتتطلب من لجنة الانضباط إدانة فورية لحاملها والمحمولة إليه، كما تتطلب من لجنة تقصي الحقائق التحرك من جديد شريطة الكشف عن الحقيقة قبل نهاية الموسم الرياضي. بادرت إدارة الرجاء إلى إجراء كشوفات طبية بشكل مفاجئ في محاولة لمعرفة ما في جعبة بعض اللاعبين من عجين منشط أو ما تبقى منه، بينما يصعب إدانة هذا الطرف أو ذاك لعدم توفر المغرب على مركز متخصص في الكشف عن المنشطات معتمد من الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات، بل إن الكاميرات المثبتة في أركان ملعب الرجاء لا يمكنها رصد هذا الانفلات إلا إذا تعززت بكاميرات في مستودع الملابس وفي غرف اللاعبين وفي دورات المياه وفي الحافلة وفي كل المرافق. لكن مهما بلغت الرقابة فلا شيء يعلا على كاميرا داخلية اسمها الضمير.