عاد زملاؤنا في جريدة «الأحداث المغربية» يوم أمس إلى مهاجمتنا من جديد، على خلفية الاستماع إلى صحافية «المساء» بشأن خبر عادي نشرته أكثر من جريدة حول شبكة للجنس الجماعي في مراكش. لم يرفق زملاؤنا في «الأحداث المغربية» هذا الهجوم بأدنى ذرة من التضامن مع صحافية، تعرضت لكل أنواع الإنهاك والاستفزاز لمدة فاقت 5 ساعات مع أكثر من 8 محققين، كما يفرض ذلك الانتماءُ المشترك إلى هذه المهنة، اللهم إذا كانت «الأحداث» في نسختها الجديدة مع «مالك» جديد تريد أن تلعب أدوارا أخرى غير دورها الصحافي النبيل. زملاؤنا نسبوا إلى صحافية «المساء» «اعترافات» وهمية وقالوا إنها أكدت أنه «تم التغرير بها وتغليطها من طرف بعض الجهات». ولا ندري لمن أدلت صحافيتنا بهذا التصريح المنسوب إليها زورا وبهتانا، هل للمحققين من رجال الأمن أم لجريدة «الأحداث»، علما بأننا نشرنا في عدد أمس كل تفاصيل الاستماع إلى زميلتنا وكيف أنها دافعت بقوة عن صحة ما جاء في خبرها، متعففين عن ذكر أشياء أخرى رحمة ببعض الزملاء، سامحهم الله. لا يهمنا ما نشرته الزميلة «الأحداث المغربية»، فنحن نؤمن بحرية الكتابة والتعبير باعتبارها مكونا من مكونات هذا المشهد الصحافي في بلادنا؛ ما يهمنا هنا هو هذا المشهد الصحافي نفسه الذي هبط درجات إلى الأسفل حتى أصبح هاجس بعض الزملاء هو البحث عن أخبار زملائهم الآخرين بهدف تشويهها. قبل أن نتحدث عن الأوضاع المهنية وعما تتعرض له الصحافة الوطنية المستقلة، علينا أن نتحدث أولا عما يجري داخل جزء من الصحافة المستقلة وفي ما بينها، لأننا مسؤولون جميعا وبلا استثناء عن الصورة السلبية التي أصبحت لهذه الصحافة لدى القراء. نشكر زملاءنا في «الأحداث المغربية» لأنهم ذكرونا بهذا الدرس الهام، وهو أن علينا أن نرتقي في ممارستنا المهنية والأخلاقية وأن نتعفف عن الانشغال ببعضنا البعض ليستفيد أعداء هذه المهنة. من المقلق حقا أن يتم التحقيق مع صحافيين في جريدة يوجد مؤسسها وراء القضبان في الوقت الذي يفاجئنا فيه زملاء أعزاء نكن لهم الود والاحترام بتهجم غير لائق.