أفشل مجازون معطلون دورة المجلس الجماعي لمراكش صباح أول أمس الخميس عندما اقتحموا القاعة بمجرد أن علموا أن نقطة منحهم محلات في إطار تسوية ملفهم، الذي دام أزيد من ثمانية أشهر، غير مدرجة في جدول الأعمال الذي تضمن 40 نقطة للنقاش. حوالي 80 مجازا معطلا يرتدون بذلات تميزهم عن باقي الحاضرين اقتحموا قاعة الجلسات بمقاطعة جليز بشارع محمد السادس مرددين شعارات تدين تجاهل المسؤولين لمطالبهم، وتتهم المجلس الجماعي لمراكش ب«الفساد». ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تطور عندما رفع المحتجون (إناثا وذكورا) من مستوى احتجاجاتهم، واتهموا بعض المستشارين الجماعيين بالفساد ونهب المال العام. وقد خاطب بعض المحتجين العمدة المنصوري، التي كانت تجلس في مقعدها بالمنصة، في وقت غادر أغلب المستشارين قاعة الجلسات، بأنها مسؤولة عن الفساد الذي ينخر التسيير الجماعي، وهو ما لم تتقبله رئيسة المجلس الجماعي، التي قالت ل«المساء» وهي غاضبة: «أنا معروفة لدى القريب والبعيد أش كانسوا، واللي عندو علي ملف فساد أو نهب المال العام فليشهر ذلك في وجهي، وسأستقيل من المسؤولية وأغادر المغرب وليس مراكش فحسب»، قبل أن تؤكد أنها ستتخذ إجراءات في حق من اتهمها بالمسؤولية عن الفساد. وقد واصل المحتجون شعاراتهم المنددة بوضعهم الاجتماعي المتردي، والطعن في شفافية الانتخابات، التي اعتبروها «مسرحية»، بالرغم من أن أحد المستشارين حاول التحدث بمكبر الصوت لكبح جماح الشعارات المدوية، التي صدح بها أزيد من 80 مجازا معطلا داخل القاعة. وقد كاد الوضع داخل قاعة الجلسات أن يتطور إلى الأسوأ عندما دخل أحد المجازين المعطلين في مشادة بالأيدي مع مصور جريدة «الأحداث المغربية»، عبد النبي الوراق، الذي حاول التقاط صور لاقتحام المجازين المعطلين دورة المجلس الجماعي، وقد حال تدخل بعض زملاء المجاز المعطل دون تطور الأمر إلى مواجهة داخل قاعة الجلسات، ليقوم بعض المعطلين بعد ذلك برفع شعار «واحد، جوج، ثلاثة، اللي صور شماتة». وقد عمد المحتجون إلى «احتلال» كراسي المستشارين الجماعيين. وفي الوقت الذي كان الجميع يظن أن الاقتحام، الذي قام به عشرات المجازين المعطلين سينقضي بعد مرور الساعات، قرر المعطلون المبيت داخل قاعة الجلسات، في وقت فضلت السلطات الأمنية أن ترابط خارج مقر مجلس مقاطعة جليز بسيارات تضم العشرات من رجال القوات المساعدة. وعلمت «المساء» من مصادر من عين المكان أن المجازين المعطلين لا زالوا معتصمين داخل القاعة إلى حدود كتابة هذه السطور، رغم حضور المسؤولين الأمنيين إلى عين المكان. وفسرت مصادر «المساء» محاولة السلطات الأمنية فض الاعتصام بطريقة سلمية لتفادي تطور الأمور إلى ما لا يحمد عقباه.