خلقت طريقة تصريف موقف مقاطعة انتخابات 25 نونبر المقبل، الذي اتخذه حزبا النهج الديمقراطي والطليعة خلافا بين الحزبين حول صيغ التنسيق لتفعيل قرار المقاطعة، ففي الوقت الذي يطالب النهج الديمقراطي بتشكيل جبهة وطنية من أجل مقاطعة الانتخابات، يرى الطليعة أنه من الضروري تأسيس جبهة وطنية للنضال من أجل تحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. ورغم الخلافات التي ظهرت بين الحزبين، فإن عبد الرحمان بن عمرو، نائب الكاتب العام لحزب الطليعة، أكد ل«المساء» أن حزبه أعطى تعليمات لمناضليه بالأقاليم للتنسيق مع النهج واليسار، اللذين يشتركان معه في موقف المقاطعة، الذي يعتبر إجراء وقتيا فقط. وأكد عبد الرحمان بن عمرو أن عبد الله الحريف، الكاتب العام لحزب النهج، اتصل به هاتفيا من أجل تشكيل جبهة وطنية لمقاطعة الانتخابات، إذ أكد له أنه سيعرض الأمر على أجهزة الحزب، وظل ينتظر أرضية من طرف النهج حول المبادرة لتوضيح كيفية تصريف قرار المقاطعة المتخذ من الحزبين. وأكد عبد الرحمان بن عمرو على أن حزبه لم يتوصل بعد المكالمة بأي وثيقة مكتوبة، وأن المقترح توصل به عبر مكالمة هاتفية مستعجلة لم تتجاوز مدتها الدقيقة تحدثت عن تشكيل جبهة مقاطعة دون الكشف عن مكوناتها، مضيفا أن حزبه منخرط في جبهة النضال من أجل الديمقراطية، التي تعد مقاطعة الانتخابات المقبلة أحد أهدافها، وأنه سيتعاون مع النهج وغير النهج في إطار التنظيمات الديمقراطية وفي إطار التحالف. ونفى عبد الرحمان بن عمرو حدوث أي اتصالات مع قيادة النهج بعد صدور البيان التوضيحي عن الأمانة العامة لحزبه، ردا على بيان النهج الذي كشف عن عدم استجابة قيادتي الطليعة والاشتراكي الموحد لطلبه بتشكيل جبهة لمقاطعة الانتخابات. واعتبر بيان صادر عن الطليعة أن الدعوة إلى تكوين جبهة وطنية من أجل مقاطعة انتخابات 25 نونبر المقبل لا ترقى إلى مستوى ما يطمح إليه الحزب، وهو تأسيس جبهة وطنية عريضة للنضال من أجل تحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية في إطار إستراتيجية واضحة وبناء على برنامج حد أدنى محدد وواضح، وهو التأسيس الذي دعا إليه عبر اللجنة المركزية التي انعقدت سنة 1989، والذي تم التأكيد عليه في عدة مناسبات، آخرها مناسبة اجتماع اللجنة المركزية ولقاء المجلس الوطني. ومن جانبه، احتج النهج الديمقراطي، في بيان شديد اللهجة، على قيادتي الطليعة والحزب الاشتراكي الموحد، اللتين اتصل بهما من أجل دعوة حزبيهما للعمل المشترك من أجل تفعيل موقف المقاطعة. وتأسف الحزب في البيان ذاته على عدم تجاوب الحزبين المذكورين مع الدعوة التي قدمت لهما.