لفظ الموظف في سجن عين علي مومن بسطات، وهو برتبة قائد سجن، أنفاسه الأخيرة في مستعجلات المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد في الدارالبيضاء، أول أمس الأحد، بعد أن جرى نقله إليه من مستشفى الحسن الثاني في سطات بسبب إصابته الخطيرة التي تطلبت نقله إلى ابن رشد، حيث أصيب بكسر في عموده الفقري في حادثة سير وقعت صباح الخميس الماضي إثر اصطدام سيارة تابعة لمندوبية السجون بآلية كانت تباشر أشغال تهيئة بجوار تجزئة سكنية، كما أصيب في الحادث نفسه ثلاثة موظفين آخرين، إصابة أحدهم وصفت ب«الخطيرة»، حيث مازال يخضع للعلاج، في حين وصفت إصابات الموظفين الآخرين وثلاثة سجناء بالمتفاوتة. وقد أثار نبأ وفاة الموظف الشاب موجة استياء عارمة في صفوف زملائه، احتجاجا على ما وصفته مصادر «المساء» بالطريقة التي تم بها التعامل مع الضحايا، خاصة عندما قرر الأطباء المشرفون إحالة الموظف الضحية على مستشفى ابن رشد في البيضاء، إذ تكفل مستشفى الحسن الثاني بنقل الضحية، مما أثار غضب الموظفين. وتساءل الموظفون عن الأسباب التي جعلت إدارة المستشفى لا تستثمر الفائض المالي لجمعية الأعمال الاجتماعية التي تعتمد على متجر لبيع المواد الغذائية لأسر السجناء، حيث يفوق ذلك الفائض -حسب مصادر مطلعة- 18 مليون سنتيم، وكان بالإمكان توجيهه إلى إسعاف الموظف الضحية ونقله مباشرة بعد الحادث إلى مصحة خاصة. ويذكر أن السيارة التابعة للمندوبية العامة لإدارة السجون كانت في طريقها إلى سجن عين علي مومن بسطات، وعلى متنها بعض المعتقلين بعد أن تلقوا خدمات صحية في المستشفى، قبل أن تصطدم بالآلية المذكورة. وأكدت مصادر «المساء» أن أشغال التهيئة الكبرى التي تشهدها عاصمة الشاوية ورديغة، والتي تهم التشوير الأفقي والعمودي للمدينة وتجديد شبكات الاتصال والتطهير والإنارة العمومية لا يوازيها احترام إجراءات الوقاية، وهو ما يتسبب في حوادث مميتة مثل هذه الحادثة التي أدوت بحياة موظف إدارة السجون الذي خلف وراءه طفلا وزوجة في مقتبل العمر.