ألقى ما يسمى «الربيع الديمقراطي العربي» بظلاله على حفل افتتاح الدورة الخامسة للمهرجان الدولي للفيلم الأمازيغي «إيسني نورغ»، ليلة أول أمس الخميس. واعتبر حسن أوريد، الرئيس الشرفي للمهرجان، أن الأخير يشكّل استمرارا لنضال الحركة الأمازيغية وللشعوب العربية، الساعية إلى الحرية والتي انتفضت ضد الديكتاتورية، حسبه، معتبرا أن المعركة الحقيقية للغة الأمازيغية تتمثل في مجال الإبداع. وقال أوريد، في كلمته، التي افتتح بها هذا المهرجان، إن الأخير سيُشكّل دفعة للثقافة الأمازيغية، مُنوّهاً بفعاليات مدينة أكادير وبشخص عمدتها، طارق القباج، في طريق العمل على النهوض بالثقافة الأمازيغية في جميع مجالاتها. ومن جهته، تحدث طارق القباج، في هذه الدورة، التي تُكرّم الثورة الليبية، عن «الربيع الأمازيغي»، في مقابل «الربيع العربي»، مشيرا إلى دور أمازيغ ليبيا في الثورة على نظام معمر القذافي، كما وجّه تحية إلى شعوب اليمن وسوريا، التي تقاوم الآن من أجل الحرية، حسب قوله. ودعا القباج، في كلمته الافتتاحية، الجزائر، التي تضم أمازيغا حل بعض سينمائييهم ضيوفا على المهرجان، إلى العمل على فتح الحدود بين المغرب والجزائر. وأوضح رشيد بوقسيم، مدير المهرجان، أن الأخير يُكرّم في هذه الدورة الثورة الليبية، مُنوّهاً بالسينمائيين الليبيين الذين ساهموا في الحراك في هذا البلد، كما أكد أن المهرجان يُشكّل خطوة في اتجاه إرساء قيّم التسامح ومحاربة الإقصاء في جميع المجالات. واتفقت جل المداخلات خلال المهرجان على ضرورة إيلاء اهتمام أكبر للفيلم الأمازيغي وإحداث صندوق لدعم السينما الأمازيغية، في ظل دسترة الثقافة الأمازيغية، بعد التعديل الدستوري الأخير. ومن أقوى لحظات افتتاح هذا المهرجان تكريم المنتج السينمائي الليبي، ذي الأصل الأمازيغي، مادغريس أومادي، إلى جانب الممثلة الليبية سناء المنصوري، التي رفعت العلم الليبي الجديد خلال صعودها منصة المهرجان، كما أذيع الشعار الوطني الليبي الجديد بكلمات أمازيغية، تحت تصفيق الحضور. وتتواصل أطوار المهرجان إلى غاية اليوم الاثنين، إذ تُنظَّم مسابقة تشارك فيها مجموعة من الأفلام الأمازيغية، من المنتظَر أن تبُت فيها لجنة تحكيم، مكونة من سينمائيين ونقاد مغاربة وأجانب، كما تُعرَض، طيلة أيام الدورة، أفلام طويلة وقصيرة لمخرجين أمازيغ، إلى جانب مشاركة سينمائيين من أوربا وجزر الكناري.