قرر ما يقارب 20 طالبا الانتقال بشكل جماعي من كلية الشريعة بآيت ملول إقليم إنزكان نحو كلية الشريعة بفاس التابعة لجامعة القرويين، وذلك في خطوة غير مسبوقة الأمر الذي آثار العديد من التساؤلات، خاصة أن إدارة الكلية سهلت بشكل لافت انتقالهم، وأرجع الطلبة قرارهم هذا إلى ما وصفوه بافتقاد عملية التنقيط لأي معايير موضوعية خاصة بعد أن سجلت حالات منحت فيها للطلبة معدلات متدنية وبعد المطالبة بعملية المراجعة تبين أن الطلبة يستحقون نقط أعلى. كما انتهت الأجواء المحمومة، التي عرفتها الكلية على خلفية الاحتجاجات ضد أحد الأساتذة والتي استمرت لأزيد من ثلاثة أشهر، بإضراب مفتوح وصل فيه الطلبة إلى حالات جد حرجة وإغماءات، وذكر الطلبة أن القلاقل التي عرفتها الكلية والسلبية التي تعاملت بها الإدارة مع مجريات هذه الأحداث دفعت مجموعة من الأساتذة إلى مغادرة الكلية والانتقال إلى كليات أخرى، وشدد الطلبة على أن ما اعتبروه أسلوب المعاملة السيئة من طرف الأستاذ سالف الذكر كانت النقطة التي أججت احتجاجات الطلبة والتي تطورت في بعض الأحيان إلى مسيرات نحو عمالة إنزكان وعرقلة حركة السير على القنطرة الرئيسية على واد سوس بآيت ملول. وفي السياق ذاته علمت «المساء» أن الأستاذ المذكور تم تنقيله من الكلية بعد الضغط الشديد الذي مارسه الطلبة على إدارة الكلية وبعد سلسلة من الحوارات التي قادتها لجنة من الأساتذة بعد أن تسبب في توقف الدراسة بكلية الشريعة بآيت ملول لمدة ثلاثة أشهر، وكاد الاحتقان الذي عرفته الكلية أن يدخلها في سنة بيضاء لولا تدخل بعض الأساتذة في آخر لحظة بعد أن تسبب الإضراب عن الطعام الذي خاضه الطلبة في تهديد حياة مجموعة منهم. وأبدى الطلبة المنتقلون امتعاضهم من غياب حي جامعي بالكلية الأمر الذي يخلق ظروفا اجتماعية قاسية بالنسبة للطلبة، ويذكر أن طلبة كلية الشريعة بأكادير التابعة لجامعة القرويين المنتقلين إلى فاس قد تم قبول ملفاتهم بسرعة، خاصة وأن أغلبهم من الطلبة الذين كانوا فاعلين خلال المعارك النضالية التي عرفتها الكلية.