شب، عشية يوم الجمعة الأخير، حريق مهول في جوطية سيدي بنور القديمة، وقدرت مصادر مطلعة الخسائر المادية للحريق ب200 مليون سنتيم بالنظر إلى الكميات الهائلة من السلع والأثاث والآلات الكهربائية وكذا متلاشيات قطع غيار السيارات والشاحنات... التي تضمها محلات الجوطية. وحسب شهود عيان، فإن الحريق، الذي شب في حدود الساعة الرابعة عصر يوم الجمعة، استمر إلى غاية الساعة التاسعة ليلا بعد أن وجد رجال الوقاية المدنية صعوبة كبيرة في إخماده. وحسب نفس المصادر، فإن وجود محلات كثيرة لبيع الأثاث المنزلي والأفرشة والخشب زاد من امتداد الحريق وانتشاره في أرجاء الجوطية. ووفق المعطيات الأولى التي حصلت عليها «المساء»، فإن الحريق لم يخلف ضحايا، لكنه بالمقابل خلف خسائر مادية جسيمة وأثار رعبا كبيرا في صفوف سكان المدينة الذين تجمهروا بالمئات لمتابعة عمليات إخماد ألسنة اللهب والتي دامت أزيد من خمس ساعات، كما استنفر الحريق كافة الأجهزة الأمنية والسلطات المحلية التي هبت لمتابعة عمليات الإخماد. وحسب إفادة بعض تجار الجوطية، فإن المعدات الضعيفة التي تتوفر عليها مصالح الوقاية المدنية في المدينة لم تساعد على إيقاف انتشار الحريق، مؤكدين أنه لازالت لم تعرف أسباب اندلاع الحريق إلى حدود كتابة هذه السطور، لكنْ هناك حديث عن تسبب بعض المنحرفين، الذين يستغلون بعض الأماكن في الجوطية لتناول المخدرات وشرب الكحول، في اندلاع الشرارات الأولى للحريق. وقد اتصلت «المساء»، مرات عديدة، بمقر مصالح الوقاية المدنية في مدينة سيدي بنور للحصول على المزيد من المعطيات حول الحريق، لكن المكلف بالرد على الاتصالات كان يخبرنا، في كل مرة، بأن المسؤول غير موجود ولا يمكن إعطاء معلومات عن الحريق في غيابه.