دافع الفارسي السرغيني، رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله في فاس عن مشاريع «مهننة» التعليم في الجامعة المغربية وقال، في افتتاح يوم دراسي حول موضوع «السياحة الثقافية ورهانات التكوين والإدماج»، صباح السبت الماضي، إن هذا المشروع يرمي إلى ربط الجامعة بمحيطها الاقتصادي. وأشار أحمد العمراني، نائب عميد كلية «ظهر المهراز»، إلى أن الجامعة تحاول في السنين الأخيرة إعادة النظر في توجهاتها والانفتاح على محيطها والنهوض بالتكوين الممهْنَن (نسبة إلى المهني). وأورد أن كلية «ظهر المهراز» ترمي، بانخراطها في هذا التوجُّه، إلى إعطاء الطلبة أكبر الفرص للاندماج في سوق الشغل. وتحدث عن أن الكلية تريد أن تعطي آليات ناجعة للطلبة للاندماج والعمل. ويدرس في مختلف الكليات والمعاهد التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله في فاس ما يقرب 70 ألف طالب وتسجل أعلى نسب التسجيل في الحقوق والآداب. لكن المتتبعين يرون أن الأفواج التي تتخرج من التخصصات ذات الصلة غالبا ما تواجه صعوبات كبيرة في إيجاد فرص عمل. فالوظيفة العمومية تعاني من شبه انسداد وسوق الشغل في القطاع الخاص (على الأقل في المقاولات الكبيرة المهيكلة) يتطلب كفاءات مهنية عادة ما لا تتوفر لدى الخريجين. وعمد شكيب التازي، أستاذ جامعي في كلية «ظهر المهراز»، في الآونة الأخيرة، وبتنسيق مع إدارة الكلية، إلى إحداث تخصص «السياحة الثقافية» ونجح في استقطاب عدد من الطلبة الراغبين في ولوج عالم السياحة. وقال التازي، في أرضية أشغال اليوم الدراسي، الذي حضره خبراء فرنسيون، إن الموروث الثقافي المادي وغير المادي يمكن أن يُشكّل رافعة حقيقية للتنمية السياحية. ويراهن التازي، من أجل إنجاح هذا المشروع الجامعي في العاصمة الروحية للمملكة، على تجاوب المنعشين السياحيين مع الجامعة وعلى دعم السلطات، وخاصة المنتخَبين الذين حرص على توجيه الدعوة إليهم لحضور أشغال اللقاء. ويورد التازي أن الجامعة المغربية لها، بالتأكيد، دورها الفعال الذي ينبغي أن تلعبه للنهوض بالسياحة الثقافية، ومن تمة المساهمة في النهوض بالاقتصاد الوطني، عبر البحث الأكاديمي، ولكنْ أيضا عبر مواكبة الفاعلين في قطاع السياحة وإيجاد الحلول العملية للمشاكل التي يعانون منها ومدّهم بالأفكار المتجددة لتطوير مشاريعهم.