ألقى حادث سقوط عمود كهربائي بالقرب من الملك محمد السادس عقب مراسيم صلاة الجمعة الأخيرة التي أداها بالمسجد العتيق بعين الشق بالدارالبيضاء، بظلاله على الزيارة التي يقوم بها لمدينة الدارالبيضاء. ففي الوقت الذي اتخذت فيه جميع الاحتياطات من أجل أن تمر هذه الزيارة دون أية حوادث تذكر، فوجئ المئات من المواطنين الذين تواجدوا ساعتها بباحة المسجد العتيق بعين الشق بدوي صوت قوي غطى على أصوات الهتاف بحياة الملك التي كانت تنبعث من حناجر مستقبلي الملك الذي اصطفوا أمام المسجد، بعد أن وقع عمود كهربائي على بعد بضعة أمتار من المكان الذي كان يتواجد فيه الملك. وحسب عمدة المدينة محمد ساجد، فإن هذا الحادث ناتج عن الحماسة التي عبر عنها المواطنون الذين كانوا متواجدين بالقرب من المسجد. وأضاف ساجد في تصريح ل«المساء» أن شدة التدافع من أجل التعبير عن الرغبة في مصافحة الملك أدت إلى التصاق الحواجز الحديدية التي كانت موضوعة بالعمود الكهربائي حيث تحرك من مكانه، لتسقط بعد ذلك الزجاجة الموضوعة لحماية المصباح. لكن روايات شهود عيان تطابقت على أن العمود بأكمله قد سقط وليس فقط الزجاجة. وحسب العمدة ساجد، فإن هذا الحادث لم يكن له أي تأثير على الزيارة التي يقوم بها الملك لمدينة الدارالبيضاء أو على مجريات التدشينات التي قام بها بعدد من أحياء المدينة. ونفى ساجد أن يكون قد تم إقصاؤه من البروتوكول الخاص بالشخصيات التي سيصافحها الملك في الأماكن التي يقوم بزيارتها، موضحا أن البرتوكول الأصلي الذي تم وضعه قبل الزيارة قد تم احترامه بالكامل دون أي تعديل، مؤكدا أنه كان حاضرا في جميع مراسيم الزيارات الموالية التي أعقبت هذا الحادث. إلى ذلك، أكدت مصادر من مجلس المدينة أن العمدة ساجد، الذي استضاف منتخبي المدينة خلال وجبة إفطار أقامها في نفس اليوم الذي وقع فيه الحادث، بدا منزعجا ومتأثرا بهذا الحادث، وأضافت المصادر أنه كان يشرف شخصيا قبل الزيارة الملكية على أشغال الصيانة وترصيف الأزقة والشوارع. وحملت المصادر ذاتها مسؤولية ما وقع لشركة «ليدك» التي لم يقم تقنيوها بأعمال الصيانة لأعمدة الكهرباء المتواجدة في الشوارع التي من المفروض أن يمر منها الملك. وحول دواعي انتظار قيام الملك بزيارة ما لتسارع الأجهزة المنتخبة بالقيام بأعمال الترميم وصيانة الأزقة والشوارع، اعتبرت المصادر ذاتها أن هذا الأمر يعد مسألة بنيوية عند المسؤولين المغاربة وسلوكا ترسخ لديهم منذ عهد الحسن الثاني. من جهته، أكد مصطفى رهين، عضو مجلس المدينة ورئيس اللجنة الثقافية، أن تحرك المسؤولين للقيام بأعمال التبليط والتزفيت عند كل زيارة ملكية غدا من الظواهر المعروفة، حيث لا تصرف المبالغ المالية المخصصة في إطار ميزانية التجهيز إلا خلال هذه المناسبات. وكشف رهين في تصريح ل«المساء» أن حوالي 90 في المائة من ميزانية التجهيز تصرف خلال الزيارة الملكية بشكل عشوائي، مشيرا إلى أن ما وقع بالمسجد العتيق بعين الشق مناسبة للملك ليقف على حقيقة ما وصفه بالمهزلة. وقد قامت عناصر من الأمن الخاص للملك بمعاينة مكان الحادث وفتح تحقيق حول ما إذا كان سقوط العمود ناتجا عن تدافع المواطنين أم أنه نتيجة تدبير فاعل.