في آخر أيام شهر الصيام، على جميع من وفقهم الله، تعالى، إلى صيامه تقييم مدى استفادتهم منه سواء روحيا أو صحيا أو غذائيا. فمؤشرات الاستفادة الصحية منه عديدة، أولاها تحسن حالة الجهاز الهضمي وفقدان بعض الكيلوغرامات أو الحفاظ على الوزن بالنسبة إلى الأفراد الذين لديهم وزن مثالي أو قريب منه. وهناك، أيضا، تحسن مؤشرات الدهون في الدم. أما على المستوى النفسي فتتلخص الاستفادة في زيادة التحكم في شهية الأكل، إذ على كل منا تقييم صيامه من الناحية الغذائية، فإذا وجدت نفسك، بناء على ما سبق، في خانة المستفيدين فهنيئا لك وأدعوك إلى الحفاظ على النتائج التي وصلت إليها بعد رمضان باتباع نظام غذائي سليم وآمن والابتعاد عن كل ما من شأنه التأثير سلبا عليه. أما إذا كنت تنتمي إلى الفئة الثانية، أي تلك التي زاد وزنها أو تأثر مستوى الدهون لديها، فاعلم أنك قد ضيّعت فرصة حقيقية للاعتناء بصحة جسدك بسبب إهمالك قواعد الصيام الإسلامي الصحيح، وبالتالي عليك جرد الأخطاء التي وقعت فيها خلال أيام الصيام لتتفاداها لاحقا واتباع نظام غذائي سليم ومتوازن بعد انتهاء الشهر الفضيل، فالصائم يحتاج إلى تهيئة معدته حتى يعود إلى روتين الغذاء اليومي وتناول ثلاث وجبات يومية دون مشاكل، خصوصا في الأيام التي تلي شهر رمضان، ولاسيما فترة العيد، لأن الجسم، بعد 30 يوما من الصيام والأكل غير المتوازن، قد يكتسب زيادة مهمة في الوزن وفي مستوى الدهون في الجسم. وعليه، على الشخص أن يحذر مع قدوم العيد، الذي يتم استقباله بتحضير مجموعة من الحلويات والفطائر الدسمة، المصنوعة بالزبدة أو «الماركارين»، إضافة إلى الأطباق الدسمة والعصائر والمشروبات الغازية، مع الإفراط في تناول وشرب كل ما لذ وطاب، حتى لا يزيد من احتمال الإصابة باضطرابات في الهضم وإعاقة حركة المعدة، مما يتسبب في الحرقة. لذا من الضروري أن يكون الإفطار في أول أيام العيد خفيفا وصحيا، من خلال توفير بدائل صحية، كالاعتماد على أغذية نباتية متنوعة من الفواكه والخضر والخبز الكامل، كما يُنصَح باستخدام زيت الزيتون كمصدر رئيسي للدهون بدل الزبدة و»الماركارين»، والحليب ومشتقاته، خصوصا الخالية من الدسم، كمصدر أساسي للكالسيوم. أما الأسماك واللحوم، منزوعة الدهون، فهي مصدر للبروتينات الحيوانية الصحية، مع الاعتدال في تناول الوجبات الغذائية المصنوعة من القشدة الطرية، مع الابتعاد عن تناول المقليات، الغنية بالزيوت، وعدم الإسراف في شرق القهوة بسبب «الكافيين»، مما يؤدي إلى تسارع في دقات القلب يجب العودة إلى النظام الغذائي المعتاد خارج أيام الصيام تدريجيا عن طريق تناول إفطار خفيف في الصباح الباكر، يحتوى على مكونات صحية، كالحليب أو العصائر الطبيعية غير المحلاة والخبز أو الحبوب الكاملة، مع القليل من زيت الزيتون، كما أن هناك من يفضلون تناول حساء «السميد» والحليب، أما الحلويات فيمكن أن يؤكل القليل منها في ما بعد عند زيارة الأقارب والأصدقاء، تفاديا للإحراج وللاستمتاع بجو العيد.