تعرض القناة التلفزيونية السادسة «قناة محمد السادس للقرآن الكريم» طيلة شهر رمضان الحالي مسلسل «الحسن والحسين»، وهو المسلسل الذي أثار جدلا واسعا في مختلف بلدان العالم العربي بسبب تصويره لسبطي النبي، صلى الله عليه وسلم، الحسن والحسين، رضي الله عنهما. وسبب هذا الجدل هو صدور فتوى عن جامع الأزهر ومجموعة من المشايخ بمنع بث المسلسل الذي صورت بعض مشاهده في المغرب. وبصرف النظر عن القيمة الفنية لهذا المسلسل، الذي اتضح بعد أكثر من عشر حلقات أن الضجة التي أثارها كانت أكبر من مستواه الفني، فإن برمجة بثه طيلة هذا الشهر المبارك من طرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، المسؤولة عن وضع شبكة برامج قناة السادسة بشكل مباشر، رغم معارضة مؤسسة الأزهر في مصر، جاء بناء على الترخيص الفقهي الذي منحه الشيخ يوسف القرضاوي، المفتي المصري المقيم في قطر، ببث المسلسل. وقد وضعت وزارة أحمد التوفيق نفسها في الصف المقابل للأزهر، لأن فتوى القرضاوي المعارضة لفتوى هذا الأخير تدخل في سياق صراع ديني مع الأزهر يخوضه الداعية الشهير من قطر لأهداف تتعلق به أو بمن يفتحون له أبوابهم الإعلامية، مع عدم نسيان ملاحظة هامة هنا، وهي أن فتاوى الأزهر تكون فتاوى جماعية بينما فتاوى القرضاوي فتاوى فردية، ومن جهة أخرى راجحة على الأولى. ومن أجل تجاوز الإحراج منحت لجنة، تتشكل من خمسة أعضاء من المجلس العلمي الأعلى بالمغرب، موافقتها على بث المسلسل، غير أن هذه الموافقة زادت في التقليل من مصداقية المجلس نفسه، الذي كان قبل سنوات قليلة قد أصدر بيانا حاد اللهجة ضد القرضاوي بسبب فتواه حول قروض السكن بالنسبة إلى المغاربة، وصل إلى حد التجريح في قيمته العلمية والفقهية، لأن لا أحد يعتقد بأن لجنة المجلس الخماسية كان يمكن أن «تغامر» بالسماح ببث المسلسل لو لم تكن هناك فتوى القرضاوي التي تم الاستناد إليها، ليبقى التساؤل مطروحا حول الاستقلالية المفترضة للمؤسسة العلمية في المغرب.