يعيش مركب الوداد بنجلون، في الأيام الأخيرة، حالة استنفار قصوى بعدما تبين اختفاء مجموعة من لاعبي الفريق الذين تدرجوا عبر الفئات العمرية للفريق، خاصة فئتي الفتيان والشبان. وحسب المعلومات الأولية، والتي نشرت في مختلف وسائل الإعلام، فإن الأمر يتعلق بهجرة جماعية إلى الخليج العربي، وبالضبط إلى قطر للالتحاق بأكاديمية التفوق أسباير دون أن يستفيد فريق الوداد ولو من سنتيم واحد جراء هذا التهجير. وتفيد المعطيات الأولية بأن العملية شبيهة بما حصل، قبل شهرين، مع فريق الرجاء البيضاوي حينما تم ضبط مجموعة ممن ينتحلون صفة وسيط، يحاولون إغراء لاعبي مدرسة تكوين الرجاء، خاصة المتألقين منهم في دورة العين الدولية للناشئين، إذ عرضوا على أولياء أمور هؤلاء اللاعبين منحا مالية مغرية وحياة رفيعة في الإمارات مقابل السماح لأبنائهم القاصرين بالهجرة والانتقال إلى فرق إماراتية، ليعاود الوسطاء، العملية نفسها مع فريق الوداد الذي اكتشف مؤخرا رحيل مجموعة من أهم ناشئيه إلى قطر، حيث عرضت عليهم الجنسية القطرية، مقابل الاستفادة من عرض مالي مغر. وعلمت «المساء» أن العملية يقودها نفس من اتهموا بتهجير لاعبين من الرجاء، مع تسجيل تورط أحد المدربين المغاربة العاملين في قطر في هذه العملية. ويتخوف مراقبون من أن يجد الوداد نفسه خاوي الوفاض، فالفريق يكون لاعبين، وفي الأخير يستفيد منهم الخليج العربي دون مقابل، في حين يرى آخرون أن هجرة نجوم المدرسة مردها إلى عدم اهتمام الفريق بأبناء المدرسة في ظل سياسة انتداب لاعبين من خارج أسوار النادي وبالملايين مقابل تهميش أبناء المدرسة وهي معطيات تدفع أولياء هؤلاء اللاعبين إلى قبول الإغراءات القطرية أو الإماراتية. وليست هذه هي المرة الأولى التي يطرح فيها هذا الإشكال، فمنذ أن شرعت أكاديمية التفوق القطرية في عملها التكويني، ومجموعة من النجوم المغربية تغادر إلى هناك في ظل توفر كل السبل لإنتاج أبطال متفوقين عالميا في المستقبل القريب.