استمعت عناصر الأمن المكلفة بمحاضر حوادث السير في ولاية أمن فاس، يوم السبت الماضي، إلى مواطن أمريكي من أصل مغربي اتّهم برلمانيا من حزب الاستقلال بالوقوف وراء حادثة سير تعرّض لها صباح يوم الجمعة الماضي وسط مدينة فاس ونقل على إثرها إلى المستشفى الإقليمي للمدينة في حالة غيبوبة. وقال هذا المواطن الأمريكي، الذي قرر أن يغير اسمه المغربي «عبد السلام ولد الهبيل» إلى «صام صافي بين»، إنه حصل على شهادة طبية تثبت مدة العجز المؤقت في 60 يوما، مضيفا أنه سيواصل الإجراءات القانونية للمطالبة بالتحقيق مع البرلماني الاستقلالي الذي يقول عنه إنه كان قادما في الاتجاه المعاكس بسرعة قياسية على متن سيارة «ميرسيديس» ليصطدم بسيارته التي كان على متنها رفقة شخص آخر. وأخبرت عناصر الأمن «صام صافي بين»، الذي يتحدر من تاونات، والذي سبق له أن مارس مهنة الإرشاد السياحي في فاس العتيقة، قبل أن يهاجر إلى أمريكا، أنها ستتبع الإجراءات القانونية للاستماع إلى البرلماني المتهم وتحرير محضر في النازلة. واستغل «صام صافي بين» وقوع هذا الحادث لجلب الانتباه إلى قصته المفتوحة مع السلطات المحلية لفاس منذ حوالي سنتين، بعدما أقدمت على هدم جزء من بنايته في المدينة العتيقة كان يرغب في تحويلها إلى مطعم بمبرر عدم التوفر على ترخيص قانوني للبناء. ويقول هذا الأمريكي إن بعض المسؤولين المحليين سبق لهم أن وعدوه بالقيام بالمتعين بعدما حصلوا على مبالغ نقدية منه. وقرر، لمرات عديدة، الخروج بسيارة «الهامر» إلى شوارع المدينة للاحتجاج. كما نقل، في يوليوز، الماضي معركته إلى معرض للمستثمرين أقيم في فرنسا وقام بتوزيع مناشير تدعو إلى مقاطعة الاستثمار في مدينة فاس ! واستعرض في أحد هذه المناشير، التي توصلت «المساء» بنسخ منها، تفاصيل عن عملية هدم وبناء أجزاء من محله في فاس العتيقة. وقدم مصدر مسؤول في ولاية جهة فاس رواية مغايرة للرواية التي يسوقها «صام»، الأمريكي ذو الأصل المغربي. وقال المصدر ذاته ل«المساء» إن المعني بالأمر ارتكب مخالفة في البناء، ما استدعى توقيف أشغاله من قِبَل السلطات وتحرير محضر في حينه وهدم جزء من هذا البناء غير المرخص، قبل أن تتم إحالة الملف على المحكمة التي قررت إصدار حكم قضائي استعجالي ضده. واستغرب المسؤول نفسه من طرق الاحتجاج التي يتّبعها هذا المواطن ل»مقاطعة الاستثمار» في المدينة، في وقت كان من الممكن، حسب المصدر، أن يعيد ترتيب إجراءاته للحصول على تراخيص البناء اللازمة وفق المعايير المعمول بها لإقامة مشروعه. وقد قضى منطوق الحكم الصادر بتاريخ 20 أبريل الماضي بإزالة البناء غير المرخص في منزل هذا المواطن، وتقرر تبليغه بالقرار لاستكمال عملية الهدم، تحت طائلة تنفيذ العملية من طرف السلطات الجماعية مع تحميل «صام صافي بين» صائر عملية الهدم. وعاب المجلس الجماعي، طبقا للحكم القضائي الذي اطّلعت «المساء» عليه، على «عبد السلام الهبيل» بناء طابق ثانٍ مع تسقيفه في منزله في «الطلعة الكبيرة» في فاس العتيقة دون إذن مسبق ودون رخصة، وقال المجلس إن الساكنة اشتكت بخصوص هذا البناء، الذي يُشكّل خطرا عليها، ما دفع السلطات المحلية إلى إيقاف البناء.