حوَّل تجار مخدرات معروفون لدى مصالح الأمن في آسفي نشاطاتهم في تجارة الحشيش إلى الاتجار في المخدرات البيضاء الصلبة المعروفة بالكوكايين. ووفق معطيات ميدانية من آسفي، فإن تاجرين فقط من بين مئات باعة الحشيش والكيف الموزعين على جميع أحياء المدينة قررا تحويل أنشطتهما إلى الاتجار في الكوكايين بالاعتماد على شبكة توزيع مكونة أغلبها من الفتيات. وشهد ترويج الكوكايين، الذي لم يكن يتداول في مدينة آسفي قبل اليوم، رواجا واسع النطاق في صفوف الشباب وأبناء الميسورين وحتى في أوساط الطبقات الصغرى والمتوسطة بعدما راج بقوة تداول هذا «الوافد الجديد» في سوق المخدرات في مدينة آسفي بالتزامن من شهر رمضان ورغبة عدد من زبائن الحانات والملاهي الليلية في تجريب هذا المخدر الصلب الذي لم يكن متداولا من قبل في أرجاء المدينة. وأشارت مصادرنا إلى أن نقط بيع الكوكايين تتوزع بين حي اعزيب الدرعي شرق وسط المدينة ونقطة ثانية تسمى «الدوار»، وهي متاخمة للمركبات الكيماوية في منطقة وعرة لا توجد بها طرق معبدة.وقالت مصادر مطلعة إن «البزناسة»، الذين يقتسمون سوق الكوكايين في آسفي، يشغلون فتيات وشبانا لترويج هذه المخدرات الصلبة وسط فئات واسعة من الشباب بأثمان تتراوح بين 600 و800 درهم للغرام الواحد، حسب تعدد الوسطاء. واستنادا إلى المعطيات ذاتها، فإن ثمن بيع الكوكايين ينخفض سعره لو تم شراؤه مباشرة من عند المزود. ويتمركز وسطاء تجار المخدرات خلال شهر رمضان في مقاه راقية ومعروفة وسط المدينةالجديدة وداخل قاعات ألعاب تعرف تزايد إقبال الشباب عليها خلال هذا الشهر الكريم.كما أن إحدى تجار المخدرات المعروف بسيطرته على حي اعزيب الدرعي أصبح يمارس نشاطاته أمام الملأ من خلال تحويل أحد الدور السكنية إلى نقطة بيع علنية للكوكايين حيث تشهد اصطفاف عدد كبير من المدمنين عليه. وسجل مراقبون في آسفي حالات اغتناء كبيرة في صفوف تجار المخدرات الصلبة ووسطائهم بسبب ما تخلفه هذه التجارة من أرباح مادية خيالية، في وقت يتساءل الرأي العام المحلي عن سبب إفلات هؤلاء من دوريات الأمن واستثنائهم من حملات الاعتقال التي تتم بشكل دوري في صفوف صغار تجار المخدرات.