وجهت فدرالية الشرطة الإسبانية، صباح أول أمس، في بلاغ لها، اتهاما للسلطات المغربية ب«رمي المهاجرين الأفارقة في البحر» وغض الطرف عنهم خلال محاولاتهم التسلل بحرا إلى مدينة سبتة، المحتلة، مثلما انتقدت الحكومة الإسبانية على تطبيقها ما وصفته ب«سياسة النعامة» في ما يحدث. ووصفت مصادر أمنية مغربية ل«المساء» البلاغ ب«السخيف»، الذي تحاول من خلاله فيدرالية الشرطة الإسبانية إعادة الكرة في مرمى حلبة الصراع، بعدما نددت الحكومة المغربية، في مثل هذا الشهر من السنة الماضية، برمي المهاجرين الأفارقة في عرض البحر من طرف الحرس المدني الإسباني. ووجه بلاغ فدرالية الشرطة الإسبانية الاتهام للمغرب قائلا إنه «يدفع مهاجري دول جنوب الصحراء إلى الوصول إلى مدينة سبتة عبر البحر»، متسائلا في اتهاماته «هل يريد المغرب مزيدا من الأموال من إسبانيا؟»، وهي الاتهامات التي وصفها محدثنا ب«المجانبة للصواب» وبكونها تأتي في سياق عودة التوتر، من جديد، إلى العلاقات المغربية الإسبانية، خصوصا أنها تصدر أسابيع قبل الزيارة المعلنة لماريانو راخوي، رئيس الحزب الشعبي اليميني، إلى المدينةالمحتلة، إذ لا يتواني هذا الأخير في العودة إلى استعمال الهجرة السرية للضغط على مدريد، متهما حكومة خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو بعدم الصرامة تجاه الرباط. كما أن بلاغ الشرطة المذكور، يقول المسؤول الأمني، «يعزز هذا الموقف ليؤكد استمرار هذا الحزب اليميني في توظيف المغرب كورقة ضمن إستراتيجية معارضته الحكومة». وقد بررت فدرالية الشرطة الإسبانية اتهاماتها للمغرب بكون الطاقة الاستيعابية لمركز إيواء المهاجرين غير الشرعيين تفوق عدد المتواجدين بالمركز، ناسية الإشارة إلى سلطات مدينة سبتة، التي تُصِرّ على عدم ترحيلهم إلى شبه الجزيرة الأيبيرية وفق ما هو معمول به. وقد سبق أن خرج أكثر من 70 مهاجرا، أغلبهم من طالبي حق اللجوء السياسي من جنسية كاميرونية، شبه عراة في تظاهرة احتجاجية وسط شوارع مدينة سبتة، للتنديد بالمعاملة السيئة التي يتعرضون لها وبإصرار الحكومة على الإبقاء عليهم شبه معتقَلين داخل مركز إيواء المهاجرين غير الشرعيين. ووصل المحتجون الأفارقة إلى مقر مندوبية الحكومة في سبتة، مرددين شعارات تطالب بنقلهم إلى شبه الجزيرة الأيبيرية ومنحهم حق اللجوء، الذي ما زالوا ينتظرونه منذ أكثر من ثلاث سنوات، مطالبين بحرية الانتقال إلى إسبانيا وبعدم اعتقالهم في مركز إيواء المهاجرين في مدينة سبتة دون منحهم إمكانية الانتقال إلى شبه الجزيرة الأيبيرية. من جهته، كشف تقرير للحرس المدني الإسباني في مدينة سبتة أن عدد الأفارقة المتسللين عبر حدود المدينة خلال الشهر الماضي بلغ 190 شخصا، مشيرا إلى أنها نسبة ضعيفة مقارنة بعدد المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين الذين دخلوا المدينة خلال السنة الماضية، والذي قدر عددهم بنحو 320 شخصا. وأشار التقرير إلى أن المهاجرين غير الشرعيين يتسللون إلى المدينة عبر البحر، إما سباحة أو باستعمال قوارب مطاطية، للالتفاف على السياج الأمني الشائك.