التحق يوسف بنجلون، الرئيس السابق لمقاطعة طنجة المدينة، بصفوف حزب العدالة والتنمية، بعد حوالي خمسة أشهر من إقالته من حزب التجمع الوطني للأحرار وفصله من جميع دواليب الحزب. وقرر بنجلون، الذي استقال أيضا من رئاسة مقاطعة طنجة المدينة قبل بضعة أشهر، الالتحاق بحزب العدالة والتنمية، حسبما وصفه بأنه «انسجام مع نفسه ومواقفه السياسية». وجاء التحاق بنجلون بصفوف العدالة والتنمية بعد بضعة أشهر على إعلان سمير عبد المولى، عمدة طنجة السابق، بهذا الحزب، على الرغم من أن الالتحاق النهائي والرسمي لم يتم البت فيه حتى الآن. وكان بنجلون، المرشح الأبرز لتقلد منصب عُمدية طنجة بعد الانتخابات الجماعية السابقة، بناء على تحالف حزبي ثلاثي ما بين التجمع الوطني للأحرار والعدالة والتنمية والاتحاد الدستوري، غير أن تحالفات حزبية طارئة غيرت مجرى ذلك، وانتهت العمدية إلى حزب الأصالة والمعاصرة، في شخص سمير عبد المولى، الذي لم يتأخر كثيرا بدوره في تفجير مفاجأتين مدويتين بالمدينة، الأولى استقالته من منصب العمدية، والثانية استقالته من حزب الأصالة والمعاصرة. ويأتي التحاق بنجلون بالعدالة والتنمية، ووجوده في نفس الخط السياسي لخصمه السابق عبد المولى، ليؤشر على إمكانية عودة قوية لهذا الحزب في الانتخابات الجماعية المقبلة، وهو ما يعني أن اسم العمدة المقبل لطنجة سيخرج من صفوف الحزب، خصوصا في ظل التردي الكبير الذي يعانيه حزب الأصالة والمعاصرة. ويرى مراقبون أن الأشهر المقبلة ستشهد تغيرا جذريا في الخارطة الحزبية والسياسية بطنجة، حيث يرتقب أن تجد الأحزاب اليمينية، المعروفة بالأحزاب الإدارية، صعوبات كبيرة جدا في استقطاب مرشحين باسمها، لأنها ظلت تعتمد دوما على أعيان تحوم حولهم الشبهات بخصوص مصادر ثرواتهم، وهم «الأعيان» الذين لم يصدر في حقهم قرار المنع من الترشح، غير أن موجة الغضب المتصاعدة من الفساد السياسي والمالي المستشري في طنجة قد تجعل من ترشحهم لعنة على الأحزاب التي سيتقدمون باسمها.