شهد حي «سيدي معروف»، التابع لمقاطعة «عين الشق» في الدارالبيضاء، خلال الثلاثة أيام الماضية، ارتفاع حالات انتحار والمحاولة، إذ أقدم شاب يبلغ من العمر 24 سنة، يوم الأحد الماضي، تحت تأثير أقراص الهلوسة، على رمي نفسه من الطابق الرابع في العمارة 402، المجموعة 45، في حي المستقبل، ليلفظ أنفاسه الأخيرة أول أمس الاثنين في قسم الإنعاش في مستعجلات المستشفى الجامعي «ابن رشد». وغير بعيد عن «إقامة المستقبل»، عُثر، يوم الأحد المنصرم، على جثة شخص مجهولة، لم تحدد ظروف وفاته، فيما أفادت التحريات الأولية أن الشخص، الذي تبيَّن أنه يتحدر من دوار «أولاد عيسى غنيميين -أولاد عبو» في إقليمبرشيد. وقد قادت التحريات التي قامت بها عناصر الشرطة في الدائرة الأمنية ل«سيدي معروف» إلى تحديد هوية أسرة المتوفي، لتنتقل هذه الأخيرة إلى «حي الرحمة»، حيث تعرّف عليه شقيقه. وفي السياق ذاته، أقدم أحد ضحايا مشروع «إفلوسي» على محاولتين للانتحار، حيث هدد إدارة الشركة المشرفة على المشروع، التي يقع مقرها تحت نفوذ الدائرة الأمنية ل»سيدي معروف»، بشنق نفسه في المرة الأولى في حالة ما لم يسترجع حوالي 25 مليون سنتيم، التي أنفقها في المشروع، وبعدما أحبطت عناصر الشرطة المحاولة الأولى، عاد الضحية مجددا يحمل معه سوائل سامه يهدد بالانتحار، في حالة عدم وفاء الشركة بالتزاماتها. وتجري عناصر الشرطة في «سيدي معروف» عدة تحريات حول فتاة تقطن ب«إقامة شيماء» هددت أسرتها بالانتحار، بسبب خلافات عائلية. وتجهل الأسرة، التي تقدمت بتصريح في الموضوع، مكان وجود الفتاة. وقبل أيام قليلة، أقدم صاحب سيارة للأجرة على الانتحار داخل غرفته نوم في «إقامة المستقبل». وربطت مصادر أسباب ارتفاع الانتحار والمحاولات بظروف اجتماعية تعيشها بعض أسر المنطقة، بالإضافة إلى إثقال كاهل الأسر بالقروض وارتفاع غلاء المعيشة، ما جعل الأسر تعيش أوضاعا مزرية تدفع بعض أفرادها إلى الإقدام على محاولات الانتحار. وفي السياق ذاته، شكل مجموعة من السكان لجنة من أجل التفاوض مع إدارة الأبناك من أجل إعادة جدول الديون المترتبة عن القروض السكنية، التي تعتبر أحد أسباب تزايد حالات الانتحار وارتفاع نسبة الجريمة، بسبب عجز الأسر عن تلبية حاجياتها الأساسية وحاجيات أبنائها، خصوصا الشباب منهم في الحي المذكور، المستهدَفين من طرف تجار أقراص الهلوسة.