عبد المولى الزاوي «المُجاز كَيْتهان والشََّفارة في البرلمان» «ياللعار يا للعار شاكيرا دَّاتْ مليار».. شعارات وغيرها صدحت بها حناجر المعطلين المجازين، مساء الاثنين الماضي، في مسيرة احتجاجية،
انطلقت من أمام مقر ولاية الدارالبيضاء الكبرى، وسارت عبر شارع الحسن الثاني، إلى أن توقفت في تقاطع الشارع المذكور مع شارع 11 يناير، وهو ما أدى إلى ارتباك في حركة المرور، التي تعاني أصلا من اختناق حاد جراء أشغال الترامواي. في الوقفة ذاتها، التي عرفت حضورا أمنيا ملموسا، عمل خلاله رجال الشرطة بمختلف درجاتهم على تسهيل سير العربات وأمن الأفراد، وقعت حادثة سير تسببت في إرسال عنصرين من أفراد المجموعة إلى المستشفى، ما أدى إلى احتقان وغضب شديدين لدى المحتجين، دفعا بالعديد منهم إلى الدخول في مشادات كلامية مع عناصر شرطة المرور التي حضرت لمعاينة الحادثة، إلا أنها اصطدمت بطلب الغاضبين حضور محاميهم قصد متابعة الواقعة عن كثب، فالحادثة، حسب رأيهم، تحوم حولها الشكوك، وقد تكون مدبرة بهدف تفريق الجمع وثنيه عن مواصلة الخروج للشارع قصد التظاهر، وفق ما أدلى به ل«المساء» الكاتب العام للمجموعة نور الدين آيت أوكاتين، وقد حضر بالفعل أربعة محامين، وتلقت المجموعة تطمينات من الأمنيين تؤكد على أن مصلحة حوادث السير ستستدعي جميع الأطراف، وتطلعهم على نتائج التقرير الخاص بالواقعة، المسجلة بالصوت والصورة لوجود عدة كاميرات بالمكان. وكانت احتجاجات الاثنين الفارط قد جاءت بعد سلسلة من الوقفات السابقة لهذه الفئة المعطلة، في مختلف المناطق الحساسة بالمدينة كالوكالة الحضرية ومقر مجلس المدينة، بل والسفارتين الفرنسية والأمريكية، حيث أقدم المجازون المعطلون، بحر الأسبوع الماضي، في خطوة لافتة ولا سابق لها، على طلب اللجوء الاجتماعي إلى بلاد العم سام، وقد اتخذ للهدف ذاته، قرار اعتماد محام لمباشرة الإجراءات القانونية المتبعة في مثل هذه الحالات. يشار إلى أن الوقفة الاحتجاجية للمجموعة الوطنية للمجازين المعطلين بجهة الدارالبيضاء، جاءت تماشيا مع البرنامج المسطر من قبل المجموعة سلفا، والقاضي باحتجاج المعطلين أنفسهم يومي الاثنين والثلاثاء في مدن المملكة بشكل عام فيما يتم الإنزال بالعاصمة يومي الأربعاء والخميس، ليعود بعدها أفراد المجموعة إلى مدنهم الأصلية قصد مواصلة التنديد بلامبالاة المسؤولين بملفهم، الذي لا يتجاوز سقف العيش الكريم حسب المسؤول الإعلامي في مجموعة الدارالبيضاء اسماعيل آيت باعيش. هكذا إذن يبدو أن عدوى الاحتجاجات انتقلت من العاصمة الرباط إلى باقي مدن البلاد، الكبيرة منها على وجه الخصوص، علما بأن الدارالبيضاء نفسها شهدت الأحد الماضي في أحد أحيائها الشعبية مسيرة للمناهضين للدستور الجديد، ما يؤشر والحالة هاته على صيف سياسي واجتماعي ساخن سخونة الشمس الحارقة هذه الأيام.