قيل قديما «عند الامتحان يعز المرء أو يهان». والامتحان الكبير الذي ينتظر الرياضة المغربية، ومن يسيروها بطبيعة الحال، هو الألعاب الأولمبية التي ستجرى شهر غشت 2012 بلندن، وستجمع أبرز الرياضيين العالميين. هل استعدت الرياضة المغربية بما يكفي لهذا الامتحان؟ رغم أن الجواب ليس سهلا بالقطع، على اعتبار أن هناك رياضات بدأت إعادة هيكلتها الذاتية في وقت غير بعيد، وأخرى تدعي أن امتحان 2012 لا يعنيها بقدر كبير مثلما تعنيها الامتحانات التي ستليه، إلا أن هناك مؤشرات تؤكد أن رياضتنا ما تزال بالفعل بحاجة إلى المزيد من الوقت والعقلنة والحكامة الجيدة كي تصل إلى الامتحانات الأولمبية بقدر كبير من الثقة في النفس وفي القدرة على الصعود إلى منصات التتويج. لنعد شيئا ما إلى الوراء. في نهاية دورة 2008، التي جرت بالعاصمة الصينية بيكين، أكدت وزيرة الشباب والرياضة آنذاك، السيدة نوال المتوكل، أن الإعداد لدورة 2012 سينطلق هنا والآن، موضحة أن المشاركة، التي لم تسر الكثيرين بنتائجها في حينه (ناقشها البرلمان أيضا)، لم تكن سيئة للغاية، وأن المشاركة المقبلة ينبغي أن تكون أحسن بكثير، وستهيئ لها الأسباب حتى تكون كذلك. ما وقع في وقت لاحق، هو أن الإعداد لأولمبياد 2012 أخذ منحيين، أحدهما إحداث لجنة للنخبة خصصت لها ملايير السنتيمات، وقيل إنها ستختار وتتتبع وتواكب المتميزين؛ أي المرشحين لصعود منصات التتويج، وثانيهما تعاقد الوزارة مع الجامعات مقابل نتائج جيدة، في المديين المتوسط والبعيد؛ وكانت الألعاب الأولمبية ل2012 ضمن المدى الأول. فهل أينعت مؤشرات تدل على أن الأشياء سارت في الطريق الصحيح؟ لا يمكن الجزم بذلك، لأن لجنة النخبة وجدت صعوبات كبيرة في إنجاز عملها، ليس لأسباب ذاتية فقط، وإنما، وهذا هو الأهم، لأسباب لها علاقة بغياب الشفافية لدى مخاطبيها في جملة من الجامعات، والشيء ذاته بالنسبة إلى الوزارة التي يبدو أنها لم تلمس لدى جملة من الجامعات الرياضية قدرة على الوفاء بتعهداتها، وإن كان للجامعات مبرراتها الموضوعية أيضا. المشكلة الآن أن أحدا من المعنيين لم يصرح بما هو حاصل في الواقع، والخوف أن يتكرر، صيف 2012، ما حدث صيف 2008، إذ قيل عن ظروف الاستعداد، المادية والمعنوية، ما لم يقله مالك في الخمر، حتى إن السيدة نوال المتوكل ردت بنبرة غاضبة:»كان على هؤلاء أن يتحدثوا عن هاته الأشياء قبل الألعاب وليس أثناءها وبعدها». لنلخص الآن، الألعاب الأولمبية امتحان لرياضتنا، وهو موعد قريب جدا، حتى إن الوزيرة السابقة قالت مباشرة بعد دورة 2008 إن العمل ينبغي أن يبدأ حالا للإعداد لدورة لندن 2012. وقد بدأ العمل بالفعل منذ فترة. كيف؟ هذا هو السؤال الذي سيأتي جوابه في ملاعب لندن الصيف المقبل إن شاء الله. وسنرى، حينها، «إلى بقينا حيين»، ما إذا كان المعنيون قد استثمروا الوقت جيدا، أم أنهم ضيعوا على المغرب 4 سنوات من تاريخه. «حنا ما يسالونا غير ندعيو معاهم». يونس الخراشي [email protected]