ما يزال مصير ميمون الريفي، النائب الخامس لرئيس المجلس البلدي لمدينة تمارة، والنائب الخامس لرئيس جهة الرباطسلا زمور زعير، غامضا بعد حادثة اختطاف تعرّض لها من قِبَل عصابة ملثمة مكونة من أربعة أشخاص، أثناء عودته إلى مدينة تمارة، في حدود الثالثة صباحا من يوم الاثنين الماضي، في الطريق السيار الرابطة بين فاسومكناس، فيما ظلت مصالح الأمن تتكتم على حادث الاختطاف، بعد أن فشلت في الوصول إلى المختطفين. وحسب المعلومات التي حصلت عليها «المساء»، من مصادر متابعة لحادث الاختطاف، فإن المستشار الجماعي، المنتمي إلى حزب الحركة الشعبية، تعرَّض، رفقة أحد مرافقيه، لعملية الاختطاف على مستوى جماعة «مجاط»، في نواحي مكناس، فيما تَمكَّن ثلاثة من مرافقيه من الهروب، مشيرة إلى أن «العصابة» التي أقدمت على اختطاف المستشار لجأت إلى إحراق السيارة التي كان يمتطيها، لتنقله، بمعية مرافقه، إلى سيارة ثانية سيتم التخلص منها، هي الأخرى، بإحراقها في ضواحي مدينة مكناس، في محاولة من أفراد العصابة لإتلاف الأدلة التي يمكن أن يستعين بها رجال الدرك والشرطة العلمية للدرك، التي باشرت التحقيقات بخصوص حادث الاختطاف. وعلمت «المساء»، من مصادر مقربة من عائلة الريفي، المقرَّب من قياديين في حزب الأصالة والمعاصرة، على رأسهم إلياس العماري وحكيم بنشماش، المتحدرين من منطقة الريف، أن نجل نائب رئيس جهة الرباط تقدم بشكاية إلى الوكيل العام للملك في محكمة الاستئناف في مكناس بخصوص عملية اختطاف والده، الذي لم يعرف، إلى حد الآن، الجهة التي تقف وراءها. إلى ذلك، لم تستبعد المصادر ذاتها أن تكون وراء عملية الاختطاف عصابة تنشط في محور فاس -مكناس وتختص في عمليات الاختطاف، مقابل الحصول على فدية من ذوي المختطَفين، وهي الفرضية التي يؤيدها قيادي حزبي، طلب عدم ذكر اسمه، بالإشارة، في اتصال مع «المساء»، إلى أن «فرضية الاختطاف من أجل المال تبقى واردة، خاصة إذا استحضرنا أن الريفي ليست له عداوات سياسية مع أي شخص، فهو رجل مسالم وطيب وحديث عهد بالسياسة». وقال إن «التحقيقات ستظهر لنا إنْ كنا بصدد الدخول في مرحلة تشكل عصابات تختص في اختطاف السياسيين أم إن الأمر يتعلق بتصفية حسابات شخصية»، مشيرا إلى أنه كان على المسؤولين الأمنيين إصدار بيان للكشف عن ملابسات حادثة اختطاف المستشار الجماعي ووضع حد للإشاعات التي تتناسل بخصوص مصيره. وفي الوقت الذي لم تسرب أي معلومات عن الفرضيات التي يسير فيها التحقيق الذي فتحته مصالح الدرك في مكناس بخصوص حادث الاختطاف، لم يستبعد مصدر من مجلس مدينة تمارة أن يكون الحصول على فدية وراء عملية الاختطاف، خاصة أن المختطف رجل أعمال معروف ويمتلك شركة كبيرة مختصة في الإسمنت، إلى جانب مشاريع عقارية أخرى. تجدر الإشارة إلى أن المستشار الريفي كان من الأسماء التي أبلغت بعدم تقديمه ترشحه لانتخابات تجديد ثلث مجلس المستشارين عن فئات الجماعات المحلية في سنة 2009، كما تروج أخبار عن كونه يحمل الجنسية الهولندية.