عاش حي «روسطال» بمقاطعة تابريكت بمدينة سلا، مساء أول أمس الاثنين، حالة من الهلع والفوضى، بعد أن أقدم شرطي على إطلاق النار على شاب يبلغ من العمر 23 سنة، تم نقله على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط، جراء خطورة إصابته. وتعود تفاصيل الحادثة، حسب شهود عيان تحدثوا إلى «المساء»، إلى خلاف نشب بين أخ الشاب المصاب وصديق له مع شرطيين من شرطة المرور وأخ أحدهما، بسبب كرة قدم طائشة سددها أحد الشابين، اللذين كانا يداعبان الكرة، لتصطدم بباب الشقة التي يستأجرها الشرطيان، وهو ما أثار حفيظتهما لينهالا على الشابين بالضرب بعد أن أشبعاهما سبا وشتما. وحسب المصادر ذاتها، فقد هرع الشاب (كمال سكور) إلى منزل أسرته طلبا للمساعدة، وما هي إلا لحظات حتى عاد إلى مكان الشجار برفقة إخوته الأربعة الذين ساءتهم الحالة التي كان عليها شقيقهم، تقول المصادر، مشيرة إلى أن الأمور ستتطور بعد ذلك وترتفع حدة النقاش بين الأشقاء وبين الشرطيين، اللذين فقدا السيطرة على أعصابهما واستنجدا بمسدسيهما في مواجهة الأشقاء الأربعة، في منظر أثار حفيظة كل من حظر الحادثة وخلق حالة من الهلع والذعر في صفوفهم. ووفقا للمصادر، فإن أحد الشرطيين لم يتوان في حمأة الخلاف عن إطلاق رصاصة اخترقت الفخذ الأيمن لعلي، أحد الأشقاء الأربعة، وكادت أن تصيب عضوه الذكري. من جهة أخرى، أفاد شاهد عيان، ل«المساء» بأن أحد الشرطيين أقدم على إطلاق رصاصتين، إحداهما في الهواء، فيما استقرت الثانية في الفخذ الأيمن للضحية، مشيرا إلى أن سكان الحي ضربوا حصارا على الشرطيين وشقيق أحدهما مخافة فرارهم، ولم يفكوا الحصار إلا بعد حضور رجال الأمن واعتقالهم. وأوضح المصدر نفسه أن تدخل رجال الأمن لاعتقال الشرطيين حال دون وقوع الأسوأ وعمل على تهدئة غضب ساكنة الحي، الذي كاد يتحول إلى ما لا تحمد عقباه خاصة أن «لمدينة سلا ذكريات سيئة مع تصرفات بعض رجال الأمن، التي أدت إلى وقوع ضحايا». يقول أحد شهود عيان. إلى ذلك، هرع مسؤولو الأمن وعلى رأسهم والي أمن جهة الرباطسلا زمور زعير، ورئيس الشرطة القضائية بسلا، ومسؤولو السلطة المحلية إلى مكان الحادث، حيث تم توقيف الشرطي تحفظيا إلى غاية الانتهاء من التحقيق. وفيما أفاد مصدر أمني بأن الشرطة فتحت تحقيقا في حادث إطلاق شرطي مرور النار على أحد المواطنين واستخدام سلاحه، قال أحد أشقاء الشاب المصاب إنه تم الاستماع إليه وإلى باقي أشقائه، ليلة أول أمس الاثنين، من قبل أفراد الشرطة القضائية بسلا وبولاية الأمن لجهة الرباط، وتمحورت أسئلة المحققين حول ظروف حادث إطلاق النار، مشيرا إلى أنه ينتظر أن تكون الشرطة قد تابعت استماعها إلى الشهود صباح أمس الثلاثاء. وحسب المصدر ذاته، فإن حالة شقيقه علي تبقى إلى حدود الساعة مستقرة، في انتظار إجراء المزيد من الفحوصات والأشعة بمستشفى ابن سينا للتأكد من حجم الإصابة التي خلفتها الرصاصة، التي اخترقت فخذه وكادت تصيب عضوه الذكري بسنتيمترات قليلة.