قال الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، محمد الشيخ بيد الله، إن حزبه ليست لديه خطوط حمراء مع أي طرف سياسي في البلاد، وأن السياسة «ليست فيها عداوة دائمة». وأكد بيد الله، خلال تجمع خطابي بمدينة الفنيدق شمال المغرب يوم الجمعة الماضي حول الحملة الاستفتائية على مشروع الدستور الجديد المعروض على الاستفتاء الشعبي يوم فاتح يوليوز المقبل، أن ما يهم في العمل السياسي هو الدفاع عن المصالح العليا للبلاد، التي أوضح أن حزبه يتقاسمها مع جميع الفاعلين السياسيين. ورد بيد الله على الحملة السياسية، التي استهدفت حزبه خلال الأشهر الماضية، التي واكبت المشاورات حول وضع مشروع دستور جديد. وفي هذا الصدد قال بيد الله إن حزب الأصالة والمعاصرة «يمد يده لجميع الذين يشتغلون في إطار القانون والثوابت الوطنية». وشن بيد الله أول أمس في تجمعات خطابية نظمها حزبه بكل من العيون والداخلة والرشيدية هجوما على الجهات التي طالبت بحل حزب الأصالة والمعاصرة، واعتبر تلك الدعوات غير ديمقراطية وتخدم أجندة معينة، مؤكدا أن حزبه موجود وسيبقى. وقال إن الذين يريدون محاسبة الحزب يجب أن يحاسبوا هم وليس حزب الأصالة والمعاصرة، «الذي لم يكن يسير إدارة ولا وزارة»، مشيرا إلى أن الأحزاب التي كانت تحكم في المغرب وتتحمل المسؤولية هي التي يجب أن تحاسب. واعتبر بيد الله في تجمع خطابي أمس الأحد في تنغير أن مطالب حركة 20 فبراير مطالب مشروعة، وأن الحزب كان يتبناها، وكانت لديه مواقف إيجابية من الحركة إثر ظهورها، مضيفا بأن ما يؤاخذ عليها هو اختراقها من طرف ما أسماهما اليسار المتطرف واليمين المتطرف، والجهات التي لا تريد الديمقراطية في المغرب. كما وصف ال«فيسبوك» وشبكة الأنترنت بأنهما «قارة سادسة جديدة» لدورهما في إحداث التغيير في العالم العربي. واعتبر بيد الله أن ما تعيشه الدول العربية اليوم ليس ربيعا ديمقراطيا، بل «خريفا ديمقراطيا»، لأن الأنظمة التي تعرضت للزلازل لم تكن أنظمة ديمقراطية، بل كانت أنظمة يسيرها الحزب الوحيد. وقارن بيد الله تلك الأنظمة بالمغرب، الذي قال إنه عرف أول دستور له عام 1962 جاء بمكتسبات مهمة، من بينها رفض الحزب الوحيد. وثمن أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة مشروع الدستور الجديد المعروض على الاستفتاء، واعتبر أنه يشكل خطوة متقدمة في طريق بناء الصرح الديمقراطي في المغرب ودعم الحريات وحقوق الإنسان، مشيرا إلى المشروع «يضمن الديمقراطية والحداثة والكرامة». وقال إن دسترة الجهوية في المشروع الجديد تعتبر إشارة قوية في اتجاه إنهاء نزاع الصحراء الذي وصفه بالنزاع المفتعل، مضيفا بأن الدسترة ستفتح آفاقا كبيرة لجميع جهات المملكة وستمنح بوجب قانون تنظيمي حكما ذاتيا موسعا لفائدة هذه الأقاليم. ووجه بيد الله انتقادات مبطنة إلى الأحزاب السياسية، وأكد أن جميع الأحزاب مطالبة بمراجعة أوراقها وتهييء نفسها وإعداد نخب جديدة من أجل تطبيق بنود الدستور الجديد.