أصدرت محكمة بحرينية أول أمس الأربعاء حكما بالسجن المؤبد على ثمانية معارضين بارزين شيعة، فيما حكمت على 13 آخرين بالسجن بين سنتين و15 سنة بتهمة التآمر على النظام، حسبما أعلنت وكالة أنباء البحرين. وحكم بالمؤبد على كل من عبدالوهاب حسين، زعيم حركة وفا الشيعية، وحسن علي مشيمع، رئيس حركة حق، ومحمد حبيب المقداد وعبدالجليل المقداد، وعبدالجليل السنكيس (حركة حق)، وسعيد ميرزا أحمد النوري، وعبدالهادي الخواجة (ناشط حقوقي)، إضافة إلى سعيد شهاب الذي يُحاكم غيابيا. وحكمت المحكمة على إبراهيم شريف، وهو سني ليبرالي يرأس حركة «وعد»، بالسجن خمس سنوات، ومثلها لصلاح الخواجة. والسجن عامين للحر يوسف الصميخ. وصدر الحكم على عشرة من أعضاء التنظيم بالسجن 15 سنة، وهم: عبدالهادي المخوضر وعبد الله المحروس ومحمد جواد ومحمد إسماعيل وعقيل الساري وعبدالرؤوف الشايب وعباس العمران وعلي مشيمع وعبد الغني خنجر وعلي عبد الإمام. ويمكن أن يعمّق الحكم التوتر المتأجج بالفعل في المملكة البحرينية، التي تشهد احتجاجات صغيرة يوميا منذ رفع الأحكام العرفية في أول يونيو، وقد يهدد حوارا وطنيا مزمعا إجراؤه في بداية الشهر القادم. واتهمت السلطات البحرينية هؤلاء المعارضين بالارتباط بما سمته منظمة إرهابية في الخارج.وذكرت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية أن حكم المحكمة غير نهائي، وأنه يحق للمحكوم عليهم استئنافه أمام محكمة السلامة الوطنية الاستئنافية خلال 15 يوما. وأشارت الوكالة إلى أن من بين الذين حضروا جلسة المحكمة أول أمس الأربعاء ممثلين عن جمعيات حقوق الإنسان في البحرين ومندوبين لوسائل الإعلام المحلية والأجنبية وعدد من أهالي المتهمين. وعبّر المتهمون عن التحدي عقب صدور الحكم وتعهدوا بمواصلة المعارضة السلمية للأسرة المالكة. وقال شهود إن المتهمين لوحوا بقبضاتهم في الهواء وهتفوا قائلين: «سلمية» مع اقتياد الحراس لهم إلى خارج القاعة، بينما هتف أقاربهم «الله أكبر». وسبقت إعلان الأحكام تظاهرات نظمها المعارضون أغلقوا خلالها الطرق في العاصمة المنامة.ونقل عن شهود عيان قولهم إن المتظاهرين استخدموا أكياس الرمل والركام لسد الطرق. وتحوي البحرين قيادة الأسطول الخامس الأمريكي، وأغلبية سكانها من الشيعة، فيما تحكمها عائلة سنية. وتشكو الأغلبية من هضم حقوقها. وكانت المظاهرات، التي تطلبت تدخل قوات سعودية لدعم الحكم في البحرين ضد المظاهرات الشعبية، أسفرت عن عشرات القتلى وأضعافهم من الجرحى واعتقال أعداد كبيرة وطرد المئات من وظائفهم بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات.