يعاني أساتذة التعليم الفني بمجموعة من المعاهد في مدينة الدارالبيضاء، من مشاكل وصفوها ب«المتردية»، بحيث أكدوا ل«المساء» أنهم يتقاضون 1307.20 دراهم شهريا، ومحرومون من التغطية الصحية ومن الإدماج في الوظيفة العمومية. وأبرز الأساتذة الذين يدرسون مواد لها علاقة بالموسيقى والمسرح، أن معضلة التعليم الفني بمعاهد الجماعة الحضرية لمدينة الدارالبيضاء، تكمن في حرمانهم من الاشتغال في الظروف التي تضمن لهم العيش اللائق وتصون كرامتهم، بحيث طالبوا بتسوية وضعيتهم بقرار توافقي من الناحية المادية. كما أكد الأساتذة على أن 80 في المائة منهم قاطعوا الامتحانات تنديدا بتجاهل الجماعة الحضرية لمطالبهم، وأكدوا على أن هذه الامتحانات التي يتم إجراؤها تتم في غياب ما أسموه «المصداقية» إذ سادت، على حد تعبيرهم، «العشوائية» في طرح مواضيعها، كما أكدوا على أن النقط يتم إعطاؤها بشكل صوري يضرب في الصميم المستوى التعليمي لهذه المعاهد. وفي هذا الصدد أكد الطالبي بوشعيب، الكاتب العام للمكتب النقابي لأساتذة التعليم الفني، التابع للإتحاد المحلي بالدارالبيضاء، المنضوي تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، أنه يتم التعامل مع هؤلاء الأساتذة كعرضيين بدون أية حقوق، وطالب المصدر ذاته بإدماج المستوفين لشروط الأقدمية وبرفع الأجر بالنسبة للمتعاونين مع هذه المعاهد والذين يشتغلون بقطاعات أخرى ولكن يتمتعون بتكوين وتجربة فنية تغني طلبة هذه المعاهد. واعتبر أن النشاط الذي تقوم به هذه المعاهد ليس نشاطا مرحليا أو مهرجانا وإنما هو قطاع حيوي يعتمد على التكوين بشكل عقلاني وتربوي. كما استنكر ما أسماه «هيمنة» بعض الجمعيات على نشاط هذه المعاهد بشكل يجعلها لا تقوم بنشاطها التعليمي كما يجب، وتذمر بشدة من عدم فتح الجماعة الحضرية لمدينة الدارالبيضاء حوارا معهم كأساتذة يطالبون بحقوق يعتبرونها مشروعة، وهدد بخوضهم لمجموعة من الوقفات الاحتجاجية للتأكيد على مطالبهم ومن أجل حث الجهات المعنية على تحسين أوضاعهم المادية والاجتماعية.