عاش مستخدمو «الترامواي» لحظات عصيبة، صباح أمس الثلاثاء، بعد احتجاجات صاخبة لعشرات المواطنين الذين وجدوا أنفسهم مضطرين للبحث عن وسيلة نقل أخرى. «الترامواي» اجتاز قنطرة «الحسن الثاني» الرابطة بين الرباطوسلا، وهو يحمل العشرات من سكان مدينة سلا الراغبين في الالتحاق بمقرات عملهم، غير أن رحلته توقفت أمام فندق «فرح» في الرباط، وأعلن السائق للركاب أن عليهم المغادرة لأن «الترامواي» عاجز عن التحرك بعد عطب لحق بأسلاك الربط الكهربائي، كما أخبرهم بأنهم سيسترجعون ثمن التذكرة المحدد في 7 دراهم. الركاب الذين اتجهوا نحو شباك بيع التذاكر صدموا بعد أن رفض المستخدم تعويضهم مكتفيا بالقول: «أنا غير خدام»، وهو الجواب الذي لم يرق العشرات من المواطنين لتتعالى بعدها الاحتجاجات، خاصة وأنهم وجدوا أنفسهم في منطقة لا تتوفر فيها وسائل نقل بديلة، فيما حاول عدد من المستخدمين التدخل من جديد للسيطرة على الوضع، وإقناع المحتجين بأن ما وقع هو مجرد «عطب خارج عن إرادتهم»، وأن استرجاع ثمن التذاكر يتطلب تفويضا من المسؤولين عن الشركة المسيرة ل«الترامواي». وفيما عبر عدد من الركاب في تصريحات متطابقة ل«المساء» عن امتعاضهم مما حدث ومن سلوكيات مستخدمي الشركة، عاش مواطنون آخرون نفس المعاناة في محطات «التراموي» المنتشرة فوق تراب مدينة سلا خاصة في مقاطعة تابريكت، بعد أن أعياهم طول الانتظار ورفض مستخدمي «الترامواي» إرجاع ثمن التذكرة، ما دفع بعضهم إلى الدخول في مشاحنات وملاسنات كادت تتحول إلى ما لا تحمد عقباه، فيما فضل آخرون البحث عن وسيلة نقل أخرى قصد بلوغ مقرات عملهم. وخلف تعطل «الترامواي» عرقلة في حركة السير في عدة محاور بمدينتي الرباطوسلا، وكذا إلغاء العديد من رحلات «التراموي» بين محطة حي كريمة ومحطة «العرفان» من جهة أخرى، انتخب مجلس مدينة الرباط، أول أمس الاثنين، خلال الجلسة الثانية من الدورة الاستثنائية التي عقدها المجلس بطلب من السلطة المحلية، ستة مناديب يمثلونه بمجلس «مجموعة التجمعات الحضرية العاصمة»، الذي سيوكل إليه تدبير مرفق النقل الحضري بالرباطوسلاوتمارة بواسطة الحافلات. ويروم إنشاء المجموعة تدبير مرفق النقل الحضري بالرباطوسلاوتمارة بواسطة الحافلات مع تحسين جودته وضمان استمراريته وكذا الحفاظ على مصالح العاملين داخل هذا القطاع، وكذا خلق آلية جديدة لتدبير مرفق النقل الحضري تعمل على خلق تنسيق مع منظومة «الترامواي». ويأتي انتخاب ستة مناديب يمثلون مجلس الرباط في وقت ينتظر فيه أن تغادر شركة «ستاريو»، التي دخلت مرحلة التصفية القضائية، ليتم تعويضها ب«مجموعة التجمعات الحضرية العاصمة»، التي تمتلك الجماعات الثلاث (الرباط، سلا، تمارة) 51 في المائة في رأسمالها وشركة «الترامواي» 49 في المائة. وحسب مصادر من مجلس المدينة ينتظر أن تشرع «مجموعة التجمعات الحضرية العاصمة» في تقديم خدماتها ابتداء من 15 يونيو الحالي، مشيرة إلى أن وزارة الداخلية ستمكن المجموعة من دعم سيصل إلى 200 مليون درهم.