أشرف الملك محمد السادس، أول أمس الثلاثاء، في مستشفى الفارابي في وجدة، على تدشين دار للطفل لفائدة الأطفال الذين يتلقّون العلاج في هذا المستشفى، ومركز لتصفية الدم تم إنجازهما من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن بغلاف إجمالي يبلغ 11.5 مليون درهم. وتهدف دار الطفل، التي تم إنجازها باعتمادات مالية بلغت 3.7 ملايين درهم، منها هِبة من أحد المحسنين، إلى تمكين الأطفال نزلاء المستشفى من استعادة أنشطتهم الاجتماعية والثقافية، في ما سيمكن مركز تصفية الدم من تحسين الولوج إلى الخدمات الصحية لفائدة المرضى، الذين ما فتئ عددهم يتزايد في لوائح الانتظار. وقد اطّلع الملك على مختلف التجهيزات والوسائل التي وُضعت رهن إشارة الأطفال المرضى والأشخاص الذين يعانون من القصور الكلوي بهدف ضمان تتبّع طبي لحالاتهم في أحسن الظروف. وتشكل دار الطفل في مستشفى الفارابي، على غرار المركزين اللذين تم تشييدهما في كل من الرباطوالدارالبيضاء، فضاء للدعم السوسيو تربوي والتكوين لفائدة النزلاء الصغار، الذين يتلقّوْن علاجا طويل الأمد في قسم طب الأطفال، وتسعى إلى تمكين الأطفال المرضى من استعادة أنشطتهم الاجتماعية والثقافية وتجاوز صعوبات العلاج، من خلال ربط صلات مادية ومعنوية في العالم الخارجي، كما توفر إطارا ملائما للترفيه عن الأطفال المرضى عبر تخويلهم حرية الولوج إلى الألعاب ووسائل الترفيه الثقافية وضمان متابعة الدراسة بالنسبة إلى من بلغوا منهم سن التمدرس. وتشمل الدار، التي تم تشييدها داخل مستشفى الفارابي على مساحة 800 مترا مربعا، منها 480 مترا مربعا مغطاة، عدة فضاءات، ضمنها فضاء عائلي وآخر للتواصل وعرض الملصقات وورشتان للفنون التشكيلية وقاعة متعددة الوسائط وقاعة للموسيقى وقاعتان للألعاب وقاعتان للمطالعة والدعم المدرسي ومطبخ صغير ومقصف يطلّ على فضاء للألعاب. كما ستتولى وزارة الصحة إدارة هذه الدار بشراكة مع جمعية محلية تنشط في مجال الطفولة. أما مركز تصفية الدم، الذي تم بناؤه على مساحة 1030 مترا مربعا، فيضم قاعة للاستقبال وقاعات لتصفية الدم وقاعة للحالات الخاصة وقاعة لمعالجة المياه وورشة طبية ومخزنا ومكاتب للأطباء ومستودعات للمرضى. وسيمكّن هذا المشروع من الرفع من الطاقة الاستشفائية للمركز الحالي من خلال إضافة 40 آلة للتصفية، مما يضمن تحسين الولوج إلى الخدمات الصحية لفائدة مرضى القصور الكلوي الذين يتزايد عددهم في لوائح الانتظار. وقد تم تشييد هذا المركز من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن باعتمادات مالية بلغت 7.8 ملايين درهم، منها مليون درهم بتمويل من جمعية التكفل بمرضى القصور الكلوي، وسيتم تسييره في إطار شراكة مع وزارة الصحة.