لقيت سيدة (47 سنة)، صباح أمس الأربعاء، حتفها جراء انهيار عمارة من ثلاثة طوابق في الدارالبيضاء، في الساعات الأولى من صبيحة نفس اليوم، فيما أصيب ابناها (شاب في العشرين من عمره وطفلة في الثالثة عشرة) بجروح متفاوتة الخطورة، قبل أن يُنقَلا إلى مستشفى ابن رشد في الدارالبيضاء لتلقي العلاجات الأولية. وقد انتشل رجال الوقاية المدنية جثة السيدة صبيحة أمس في حدود الساعة الحادية عشرة والنصف، بعد بحث دام 9 ساعات، بسبب غياب الإمكانيات التنقيب وإزالة الأنقاض، حيث تمت الاستعانة بآلية مملوكة لشركة «كازا ترانسبور» وبأخرى تابعة لشركة «سيطا» من أجل مساعدة رجال الوقاية على انتشال جثة السيدة. وحسب تصريحات سكان العمارة 43 في «زنقة الهدهد» (تقاطع زنقة أكادير) في مقاطعة سيدي بليوط ، فقد شعروا باهتزاز في العمارة، خصوصا في الطابق الثاني، فشرعوا في إخلائها، باستثناء الضحية، التي وجدت صعوبة في مغادرة العمارة، بسبب تتناولها مسكنات جراء معاناتها من مرض القصور الكلوي. وكشف سكان العمارة، التي انهار نصفها، أن سبب الحادث يعود إلى خرق الشركة المملوكة لشخصية «نافذة»، وهي سيدة عملت سابقا في القوات المسحلة الملكية بدرجة «كولونيل»، للترخيص الممنوح لها من طرف دار الخدمات تحت رقم AC 128/2011 بتاريخ 18 مارس 2011، من أجل بناء طابق تحت أرضي وخمسة طوابق، ويتمثل الخرق في قيام الشركة بالحفر تحت أساس العمارة، الآهلة بالسكان، رغم تحذيرات السكان، مما أدى إلى ظهور تصدعات وشقوق في العمارة. وكشفت المعاينات الأولية، التي قام بها مسؤولون في المدينة، أن هناك خللا في المشروع، حيث إن الأشغال امتدت إلى الطابق الأرضي للعمارة المجاورة، بحجم 30 سنتيمترا، كما خلّف الحادث تحطم سيارتين.