سرطان المثانة هو ورم خبيث يبدأ، عادة، في البطانة الداخلية للمثانة. يصيب هذا المرض عادة الأشخاص الذين تجاوزوا الخمسين. الرجال أكثر عرضة من النساء -بمعدل ثلاث مرات- للإصابة به، وربما كان هذا بسبب أن الرجال يدخنون أكثر من النساء، وهو عامل رئيسي للتعرض للإصابة بسرطان المثانة. وتكون التوقعات المستقبلية لمعظم المصابين به جيدة جدا إذا تم تشخيص المرض وعلاجه مبكرا. ويعيش حوالي 80 % من مرضى سرطان المثانة لأكثر من 5 سنوات بعد علاج المرض. ويذكر أن حوالي 75 % من جميع حالات سرطان المثانة تنحصر في البطانة الداخلية للمثانة (الطبقة الطلائية Epithelium) ويمكن استئصالها جراحيا. في بعض الحالات، يستخدم مسبر كهربي (Electric probe) لتدمير الخلايا السرطانية. ونادرا ما تنتشر السرطانات التي تقتصر على البطانة المذكورة إلى أجزاء الجسم الأخرى. غالبا ما يكون سرطان المثانة نتيجة للتعرض لأحد الكيماويات المسببة للسرطان ولكنه يحدث، عادة، بعد هذا التعرض بسنوات عديدة. يصيب حوالي نصف مجموع الحالات الأشخاص الذين كانوا يدخنون السجائر في وقت ما من حياتهم. كما ينتشر هذا المرض بين الأشخاص الذين يعملون في صناعات الجلود والمطاط والأصباغ والألمنيوم وبعض الدهانات، نظرا إلى استخدام مواد تسمى الأمينات العطرية (الأروماتية aromatic amines) في هذه الصناعات. قد تختلف أسباب أو عوامل حدوث سرطان المثانة باختلاف الدول والشعوب، ففي الولاياتالمتحدة، يكون العامل الرئيسي هو التدخين، بالإضافة إلي الملوثات الصناعية. أما في دول أخرى (حيث تنتشر بعض الأمراض الطفيلية، كما يحدث في إقليم وادي النيل) فيوجد سبب آخر رئيسي هو الإصابة بديدان البلهارسيا، إذ يشكل سرطان المثانة أحد أهم مضاعفات الإصابة بهذه الديدان الطفيلية، وخاصة نوع بلهارسيا المجاري البولية (بسبب التأثيرات المسرطنة لبويضاتها). تنتشر الإصابة بين الرجال (وخاصة من يعملون منهم في حقل الزراعة) أكثر من النساء، نظرا إلى كثرة تعرضهم للعدوى من مصادر المياه الملوثة، كالترع والبرك والمصارف، مما يزيد قابلية إصابتهم بسرطان المثانة. الأعراض: قد لا يسبب سرطان المثانة في مراحله المبكرة أي أعراض. معظم المرضى تشخص حالاتهم عندما يجدون دما يختلط ببولهم. من الأعراض الأقل حدوثا كثرة تكرار التبول أو الألم أثناء التبول. خيارات العلاج : عليك بالذهاب إلى الطبيب إذا وجدت دما أو دما متجلطا في بولك أو إذا كان لون بولك ورديا أو برتقاليا أو أحمر. سيقوم الطبيب باختبار بولك لكي يستبعد وجود العدوى، وقد يرسل عينة منه إلى المعمل للبحث عن خلايا سرطانية. أكثر الوسائل تأكيدا لتشخيص أورام المثانة هي باستخدام منظار المثانة، الذي يتيح الفرصة للطبيب لأن ينظر مباشرة إلى بطانة المثانة ويحدد موضع أي أورام أو تعرجات غير طبيعية في تلك البطانة. في نفس الوقت، قد تؤخذ عينة نسيجية وترسل إلى معمل الباثولوجيا للتشخيص. في حالات قليلة، قد يكون الورم من الصغر بشكل تتعذر معه رؤيته من خلال منظار المثانة. بدلا من ذلك، فإنه يمكن تشخيصه بالعثور على خلايا سرطانية في البول أو بأخذ عيّنات نسيجية صغيرة متعددة من جميع أجزاء جدار المثانة. يعتمد العلاج على درجة (أي مرحلة) السرطان. وأكثر صور سرطان المثانة شيوعا، وهي الصورة المبكرة التي لم تنتشر خارج حدود البطانة الداخلية، يمكن شفاؤها بالجراحة. ومع ذلك، فنظرا إلى أن هذا السرطان غالبا ما يعود، فإنه يُنصَح بإجراء فحص بمنظار المثانة كل 3 إلى 6 شهور على مدى سنين عديدة، للتأكد من عدم وجود أورام سرطانية جديدة. بعد الجراحة، قد يستخدم العلاج الكيماوي أو العلاج المناعي. في العلاج المناعي، يستخدم ذلك النوع من البكتيريا العضوية (الباسيلية) المسمى «باسيل كالميت -غويران»، وهو اللقاح الشهير (بي. سي. جي) الذي يستخدم للوقاية من الدرن، وهو يوضع هنا مباشرة على بطانة المثانة لتنبيه الاستجابة المناعية الطبيعية للجسم وتحفيزها على قتل ما يتبقى من خلايا سرطانية. إذا كان السرطان قد انتشر إلى الطبقة العضلية للمثانة، فقد يحتاج الأمر إلى استئصال المثانة (وأي أعضاء أخرى قد وصل إليها السرطان). فلدى الرجال، يتم استئصال الحويصلتين المنويتين والعقد الليمفية الحوضية والبروستاتا أيضا. ويصاب كل الرجال، تقريبا، بالعجز الجنسي بعد هذه الجراحة. أما لدى النساء، فيتم استئصال المبيضين والحالبين والإحليل وجزء من جدار المهبل، بالإضافة إلى المثانة. قد يُنصَح بإتباع نظام علاجي من العلاج الكيماوي والعلاج الإشعاعي بعد الجراحة. ويعيش أكثر من نصف المرضى الذين تجرى لهم هذه الجراحة بعدها لمدة تزيد عن 5 سنوات. إذا استؤصلت المثانة، فلا بد من اصطناع مثانة بديلة. والأسلوب «التقليدي» هو نقل موضعي الحالبين، حيث يفتحان في قطعة معزولة من الأمعاء. تخترق هذه القطعة جدار البطن لتفرغ محتوياتها من البول في حقيبة أو كيس بلاستيكي يثبت على السطح الخارجي للجسم، ويسمى هذا ما «التفميم»، وهي مماثلة لأنواع التفميم التي يتم عملها بعد الاستئصال الجراحي للأمعاء. وثمة أسلوب حديث يسمى «الخزان البولي»، بدون حقيبة، وهو عبارة عن جيب أو كيس يتم إعداده من قطعة من الأمعاء ويوضع في داخل جدار البطن مباشرة. ويمكنك إدخال قسطرة من خلال ثقب صغير في جدار البطن لتفريغ البول. وفي بعض الحالات، يمكن توصيل هذا الجيب الداخلي بالإحليل، حتى يمكن الشخص المهنيَّ التبول بشكل طبيعي.