قال سكان، يوم أمس الاثنين، إن السلاح الجوي اليمني قصف مواقع لتنظيم «القاعدة» وإسلاميين متشددين سيطروا على مدينة زنجبار الساحلية الجنوبية. وأضافوا أن الجيش يقصف أيضا المدينة بنيران المدفعية. وكان متشددون إسلاميون ومن تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» سيطروا على المدينة قبل أيام، ويقاتلون السكان وجنودا يحاولون استعادة السيطرة عليها. ومن جهتهم، أصدر عشرة من كبار ضباط الجيش اليمني، مساء أول أمس الأحد، «البيان رقم 1»، مؤكدين دعمهم للثورة الشبابية السلمية، ورفض محاولات تمزيق المؤسسة العسكرية. كما اتهم البيان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بتسليم مدينة زنجبار إلى مسلحي تنظيم «القاعدة». وكانت جماعة مسلحة تابعة لتنظيم «القاعدة» قد استولت على مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، بعد معارك طاحنة مع القوات الأمنية خلفت نحو 25 قتيلا من الجنود اليمنيين. واتهم الضباط، في البيان، الرئيس علي عبد الله صالح بالسعي إلى «تمزيق المؤسسة العسكرية»، وتسليم زنجبار إلى مسلحي «أنصار الشريعة» المتطرفين الذين قدر عددهم بنحو 150 إلى 200 شخص فقط. وجاء في البيان أن صالح هو من أمر بتسليم «مؤسسات الدولة إلى الإرهابيين والجماعات المسلحة»، في محاولة لتشويه صورة الجيش وإظهاره كمؤسسة فاشلة، ولتحويل اليمن إلى صومال أخرى. ودعت مجموعة الضباط، التي تضم وزيرين سابقين للدفاع ووزير داخلية سابق وستة ضباط كبار برتبة لواء، بقية وحدات الجيش إلى الانضمام إلى الثورة وإلى عصيان أي أوامر تصدر لهم لمقاتلة الوحدات الأخرى أو مواجهة المحتجين. ونقلت وسائل الإعلام عن مصادر في أبين أن القوات الأمنية أخْلَت زنجبار، مما سهل سيطرة الجماعات المسلحة على المباني الحكومية فيها. وقال شهود عيان إن الجماعات المسلحة سيطرت على جميع المرافق الحكومية، ما عدا معسكر «اللواء 25 ميكانيكي» الذي حاصره المسلحون. ونقلت صحيفة «الأخبار» اللبنانية عن أحد ضباط «اللواء 25 ميكانيكي» أن هناك وساطة قبلية لتسليم المعسكر إلى «القاعدة»، معبرا عن أسفه على وجود «أشخاص من السلطة ضمن الوساطة». وأدى رفض قائد المعسكر الاستسلام إلى نشوب معارك، أسفرت عن مقتل 5 مدنيين بينهم طفل، فيما أصيب ما لا يقل عن 18 جنديا من أفراد «اللواء 25 ميكانيكي»، بينهم 8 في حالة خطيرة. هذا وقالت صحيفة «الحياة» إن مدينة زنجبار سقطت في أيدي جماعات إسلامية متشددة تضم تحالفا بين تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» وعناصر جهادية أخرى بقيادة أحد عناصر «القاعدة» ويدعى بسام بالعيدي ينتمي إلى قبيلة المراقشة في أبين، وتم تنصيبه «أميرا» ل«إمارة زنجبار الإسلامية».