وسط إجراءت أمنية غير مسبوقة، انطلقت الجمعة المنصرم فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان «موازين»، الذي تنظمه جمعية «مغرب الثقافات». ويأتي هذا الاستنفار الأمني المكثف تفاديا لأي طارئ بعدما هدد بعض شباب حركة 20 فبراير باستهداف الخشبات التي يغني فيها النجوم العرب والأجانب، الذين استضافهم المهرجان، فيما كانت أصوات تطالب بإلغاء هذه الدورة من المهرجان لتزامنها مع التفجير الإرهابي، الذي استهدف مقهى «أركانة» بمراكش. وعلى امتداد الشوارع المؤدية إلى فضاء السهرات، حضر ممثلو مختلف الأجهزة الأمنية، ووضعوا حواجز أمنية بعيدة عن فضاءات العروض الفنية على غير العادة، إذ شهدت الأزقة المؤدية إلى فضاء «السويسي»، مثلا، وجود رجال أمن يراقبون عن قرب كل المارة للحيلولة دون وقوع أي حادث، فضلا عن أن دوريات سيارات الأمن كانت تحوم حول فضاءات العروض الفنية، إلى جانب حضور قوي لدراجات رباعية العجلات(كواط). كما عرف فضاء السويسي إقامة حواجز أمنية في أماكن بعيدة عن منصة الاحتفال لمنع المشكوك فيهم من المحتجين. وعمدت الشركة المكلفة بأمن المنصات إلى التدقيق في هويات الصحفيين والمصورين، ومنعت إدخال أي مواد يمكن أن تستغل في أعمال شغب أو احتجاج على ضيوف المهرجان، وتحدث بعض المصورين عن منعهم من تصوير الجمهور الحاضر في المهرجان، مما يفسر ارتفاع درجة التوجس من احتمال وقوع أحداث شغب. وحضر منير الماجدي، رئيس جمعية «مغرب الثقافات»، حفل الافتتاح بفضاء «السويسي»، قبل أن يعود في اليوم الموالي رفقة عائلته لمتابعة عرض «كاني ويست»، الذي حضره 80 ألف متفرج، حسب أرقام اللجنة المنظمة، وهو ما اعتبره المتتبعون إشارة قوية إلى دعمه وإصراره على أحقية إقامة المهرجان على الرغم من المطالبات المتعددة بإلغائه. وشهد حفل الافتتاح تكريم كل من الفنانين، الأمريكي كوينسي جونز والمغربي عبد الوهاب الدكالي، بمسرح محمد الخامس، وقدمت للمكرمين درع المهرجان عرفانا لما قدماه للموسيقى والغناء في العالم. وفي فضاء «النهضة»، أحيت الفنانة السورية ميادة الحناوي سهرة فنية، أدت فيها مختارات من ريبرطوارها الغنائي الطويل، من بينها أغنية «هي الليالي كده» و«كان يا ما كان» و«سيدي أنا « و«أنا بعشقك»، فضلا عن أغان جديدة. كما أبهرت مجموعة باهارتي الهندية الجمهور الرباطي بلوحات من التراث الهندي تفاعل معها آلاف المغاربة المهووسين بالإيقاعات الهندية وفنانيها. وشهدت «فيلا الفنون» بالرباط عرضا فنيا مغربيا حمل عنوان «جولة نغم بتاء التأنيث»، أعده ونسقه الفنان والباحث الموسيقي عبد السلام الخلوفي. وتميز اليوم الثاني من المهرجان بسهرة فنية احتضنها فضاء النهضة، وأدت خلالها الفنانة المغربية الحامل أسماء المنور مختارات من ريبرطوارها الفني، كما غنت دويتو «محكمة» مع الفنان العراقي كاظم الساهر. ومن جهة أخرى، اعتذر الفنان الخليجي راشد الماجد عن حضور الدورة العاشرة، وعلل المنظمون في بلاغ عدم الحضور بمروره بأزمة صحية.