كيف توصلتم إلى فكرة أداء قصيدة أبي القاسم الشابي بواسطة الروك؟ - لقد أراد أعضاء فرقة «هوبا هوبا سبيريت» المشاركة في الحوار الدائر حاليا حول التغيير والإصلاح في البلاد بأسلوبهم الخاص، فهناك من انخرطوا في هذه القضية، إما عن طريق النزول إلى الشارع وترديد الشعارات مع المتظاهرين، أو عن طريق «فيسبوك» وغيره من المواقع على شبكة الأنترنت، كل بأسلوبه الخاص، فيما ارتأينا، نحن، المشاركة في هذا الحراك عن طريق تأدية أغنية خاصة، تحمل رسالة واضحة ولا تتقادم مع مرور الزمن وتضمن استمرارية رسالة التغيير، لذلك اخترنا قصيدة أبي القاسم الشابي، أولا، لأن بيته الشعري، كما هو معلوم، كان يتردد في جل الثورات العربية، بما فيها مسيرات المغرب، كما أنه شخصية أدبية مغاربية معروفة، فضلا على أننا توصلنا، بعد تفكير طويل حول تأليف أغنية ما، إلى أن النص الكلاسيكي هو الأفضل، فاخترنا هذه القصيدة التي مرت عليها سنوات طوال، لكنها ما زالت تعطي نفس المفعول وظلت تحمل نفس الرسالة الصالحة لكل زمان ومكان، بدل اعتماد كلمات آنية يزول مفعولها مع مرور الزمن. وهكذا، جئنا بهذه الأغنية المساندة لشباب 20 فبراير والمسماة «إرادة الحياة». هل سبق أن غنيّتم لقضايا أخرى من قبيل قضية الصحراء أو ربما تفكرون في ذلك؟ - حتى أكون واضحا، فإن «هوبا هوبا سبيريت» تكتب وتغني لمحورين أساسيين، وهما «شكون حنا؟» و«فين غاديين؟»، بمعنى أن ما يهم أعضاء الفرقة هو أن نعبّر عن كل ما يتعلق بنا، وأظن أن المقصود بالسياسة في الموسيقى هو «كيفاش غادي نْعيشو جْميعْ بحال بْحال»... يعني أنكم تفضلون عدم الحديث أو التطرق للقضايا السياسية؟ - هذا يعتمد على المقصود بالسياسة، وسآخذ، على سبيل المثال مجموعة من الناس يقطنون في مسكن واحد، يحاولون تدبير شؤونهم الداخلية، من مصاريف ومأكل ومشرب وملبس وغيرها من الواجبات، إذا كان هذا هو القصد من السياسة، أي كيفية تسيير شؤون هذا البيت وتدبيره، حينها سأقول لكم إن أزيد من 90 في المائة من أعمالنا الفنية هي سياسية، أما إذا كان مفهوم السياسة الذي تقصده هو الأحزاب والسياسيون والبرلمانيون وغير ذلك، فلا، لأنه، كما سبق أن قلت، نحن نصنع فنا، هدفنا أن يدوم لسنوات قادمة، يحمل رسائلَ ومبادئ صالحة لكل زمان ومكان. أما إذا كان عن الأمور الآنية فإنا سيفوت ويتقادم مع مرور الوقت، كما أننا نتفادى تناول هذا النوع من القضايا، لأننا سنصبح، بذلك، مثل جريدة تتناول المواضيع السياسية، بينما نحن فنانون نطمح إلى صناعة فن راق وهادف. هل ترى أن فنكم يمثّل صوت الشعب في القضايا السياسية؟ - لا يمكنني أن أجزم في مساءلة تمثيل الناس والشعب، فذلك دور رجل السياسة وليس دور الفنان، أو بمعنى أدق ليس دور أعضاء فرقة «هوبا هوبا سبيريت». إن الأشخاص المعنيين بذلك هم من يجب أن يهتموا بالسياسة ويقوموا بدورهم ويتكلموا باسم الشباب. ونظرا إلى قلة أو انعدام هؤلاء، أو ربما عدم قيامهم بدورهم على أكمل وجه، فقد أصبحنا نرى منابر أخرى تتحدث باسم هؤلاء الشباب، «واللّي كايْغني عليهوم أو كايْهضرْ على قضايا سياسية بحالْ إيلا كايْمثّل الشعب»... وماذا تقول عن «الرابّور» الذي يناقش المواضيع السياسية والقضايا الوطنية في أعماله الفنية؟ - الموسيقى أنواع، وهناك 100 ألف طريقة يمكن أن تنهجها في الفن، «وكلهم مزيانين، ماكاين فْرق بينهومْ»، يعني أن لديهم مفهوم أداء دور في المجتمع، أما مفهوم «هوباهوبا سبيريت» فهو ما نطبقه بأسلوبنا الخاص، وباقي الفنانين أحرار في اختيار تلك المواضيع والقضايا، ولكنني شخصيا «لا أفهم فيها» ولا أقربها وما زلت أومن أن الارتباط بالمواضيع والقضايا الآنية لا يصنع فنا، لأنها تموت بسرعة. نحن نسعى إلى المواضيع التي نريدها أن تبقى حية من بعدنا، لأنها تطرح مواقف ومبادئ لا تتغير. رضا العلالي - عضو في فرقة «هوبا هوبا سبيريت»