اكتشف علماء أن الأفراد الذين لديهم صفات شخصية تتيح لهم النظر إلى الماضي بحنين وإيجابية يتمتعون بدرجة أعلى من الرضى مقارنة مع أولئك الذين يهولون إخفاقاتهم أو يستغرقهم التفكير فيها. كما أن الأشخاص الاجتماعيين والمنفتحين على الآخرين هم الأقدر على تحقيق هذه الدرجة من الرضى في حين أن أصحاب الميول العصابية هم الأسوأ. وتبين الدراسة التي أجراها العلماء أن النظرة العامة إلى الحياة ذات تأثير قوي على الشعور بالسعادة عموما وليس الخبرة والثروة. كما تشير إلى أن الأفراد بتغييرهم صفات معينة في شخصيتهم يستطيعون أن يرفعوا مستويات سعادتهم دونما حاجة إلى تغيير شخصيتهم من الأساس. وركزت الدراسة التي أُجريت في جامعة سان فرانسيسكو على بحث الصفات الشخصية وعلاقاتها بمستويات السعادة لدى عينة من 750 طالبا تطوعوا للمشاركة فيها. وأُخضع أفراد العينة لاختبار الشخصية الخماسي المتعارف عليه لتحديد العلاقة بين نظرتهم العامة إلى الحياة وشعورهم بالرضا. ويقيِّم الاختبار الخماسي درجة التخالط الاجتماعي والعصاب والانفتاح والضمير ومقبولية الشخص بتقديرها على مقياس لكل صفة من هذه الصفات. وطُلب من كل طالب أن يصف دقة انطباق كل صفة على شخصيته على مقياس من 1 إلى 9. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن عالم النفس البروفيسور راين هاول الذي قاد فريق البحث إن الدراسة وجدت أن الأفراد المنفتحين والاجتماعيين أسعد بحياتهم لأنهم يميلون إلى النظر إلى الماضي نظرة ايجابية تتسم بالحنين ويبتعدون عن الأفكار السلبية ومشاعر الندم بشأن ما فات. أما الأفراد الذين سجلوا درجة عالية على مقياس الموقف العصابي فهم ينظرون نظرة معاكسة إلى الماضي ويكونون أقل سعادة بسببها. وقال العلماء إن التوجه إلى الذكريات السعيدة أو مراجعة الماضي باعتماد نظرة إيجابية إليه قد تكون طرقا فاعلة لزيادة شعور الفرد بالرضا في حياته. وأظهرت دراسات كثيرة خلال السنوات الثلاثين الماضية أن الصفات الشخصية مؤشر قوي إلى درجة شعور صاحبها بالسعادة.