توفي أول أمس بالعاصمة الليبية طرابلس المغربي حسن مشفي. أحد أبرز مساعدي عبد الكريم مطيع –زعيم الشبيبة الإسلامية– بعد أزمة صحية ألمت به، وإلى حدود يوم أمس لم تتصل السلطات الليبية بمصالح القنصلية المغربية كما جرت العادة، حين حدوث حالات وفيات في صفوف المواطنين المغاربة المقيمين بليبيا. وارتباطا بالموضوع، أكد مسؤول بالقنصلية المغربية بطرابلس ل»المساء» أن مصالح إدارته لا تتوفر على أي ملف رسمي للهالك، لكنه أكد بالمقابل استعداد القنصلية للقيام بالإجراءات اللازمة من أجل ترحيل جثمان حسن مشفي في حالة قدوم أحد أفراد عائلته إلى مقر القنصلية ليدلى بوثيقة تثبت هوية الراحل، شريطة أن تكون عملية نقل الجثمان على نفقة العائلة. ويعد مشفي الذي فارق الحياة عن سن تناهز 46 عاما رجل الظل في تنظيم مطيع، حيث ظل بعيدا عن الواجهة في جميع المحطات التي مرت منها الشبيبة الإسلامية والمجموعة الصغيرة التي حافظت على ارتباطها التنظيمي بزعيمها. وقد انضم الراحل إلى صفوف أول تنظيم إسلامي مسلح في تاريخ المغرب المستقل سنة 1980، وواظب على حضور لقاءاته السرية بحي بلفدير بالدار البيضاء، حيث كانت تقطن أسرته، قبل أن يغير والده مقر سكناه لتفادي اعتقال ابنه كما أكد ل»المساء». ومنذ صيف 1983 عاش الشاب مشفي شهورا من المطاردة المستمرة إلى أن تمكن في أواخر السنة الموالية من مغادرة المملكة والالتحاق بفرنسا رفقة المجموعة التي كان يقودها عبد الرحيم مهتاد، أحد أعضاء اللجنة العسكرية للتنظيم سابقا. ويؤكد أحد معارفه أنه كان مرشحا لعضوية هذه اللجنة، بحكم مشاركته المكثفة في جميع التداريب العسكرية التي خضع لها أعضاء التنظيم سواء بمخيمات تندوف بالجزائر أو غيرها، لكن مطيع فضل الاحتفاظ به خارج دائرتها بعدما أصبح رجل ثقته الذي يكلف بالعمل الميداني بتنسيق مباشر معه. وبعد مغادرته للجزائر التي أقام بها ما بين 1984 و1985، حيث كانت تخطط الشبيبة الإسلامية بتنسيق مع المخابرات العسكرية الجزائرية لزعزعة استقرار المغرب عبر تدريب كومندوهات تابعة لتنظيم مطيع وإرسالها إلى داخل التراب المغربي عبر الحدود الشرقية، استقر بليبيا بجانب مطيع منذ سنة 1986. ولم يكن بوسعه العودة إلى المملكة بحكم صدور حكمين قضائيين في حقه غيابيا: الأول شهر يوليوز 1984 ضمن «مجموعة 71»، التي غادر آخر معتقليها السجن الأسبوع الماضي (أحمد شهيد وأحمد الشايب)، والثاني سنة 1985 ضمن مجموعة «26» التي عرفت بمجموعة حكيمي بلقاسم. وبالمقابل، أكد والد الراحل أن ابنه حسن لم يكن يتوفر على أي وثيقة إثبات هوية مغربية، وأن جواز سفره قد صودر من طرف الأمن المغربي في الثمانينات، وكشف أنه بعد إجراء اتصالات مع أعضاء في التنظيم الذي كان ينتمي إليه حسن تم الاتفاق على أن يسافر الوالد إلى ليبيا للتنسيق مع مصالح السفارة المغربية من أجل نقل الجثمان إلى المغرب.