يرتقب أن يفضي نقل الفوسفاط عبر الأنابيب بين خريبكة والجرف الأصفر إلى تقليص تكلفة الإنتاج بحوالي 30 درهما للطن الواحد. وكان المجمع الشريف للفوسفاط، في إطار سياسته الرامية إلى تخفيض التكاليف، قرر إطلاق مشروع لنقل الفوسفاط عبر أنابيب عوض قطارات المكتب الوطني للسكك الحديدية، حيث سيقتضي ذلك المشروع استثمارا بحوالي 4 ملايير درهم. ويتوقع المجمع الشريف للفوسفاط، حسب تقرير نقلت مضامينه وكالة المغرب العربي للأنباء، أن يساهم هذا المشروع، الذي يعرف ب«مشروع تسليم/ مفتاح»، في التقليص بنسبة 30 في المائة من الآثار البيئية لثاني أكسيد الكاربون المنبعث عن نشاطات المجموعة، والذي كان يمثل إلى حدود سنة 2007 ما يوازي 5 في المائة من إجمالي انبعاثات المغرب. ويتيح نقل الفوسفاط عبر أنابيب الاستغناء عن عملية تجفيف الفوسفاط في المواقع المنجمية، وبالتالي المساعدة على الرفع من رطوبته بشكل يؤهله إلى بلوغ نسبة 60 في المائة عند مرحلة التقييم (التخصيب) بالموقع الكيماوي، وهي النسبة اللازمة للمعالجة الصناعية. وسيمكن هذا المشروع من توفير أزيد من 3 ملايين متر مكعب من المياه سنويا، إلى جانب 5.8 ملايين متر مكعب ستوفرها مغاسل موقعي خريبكة واليوسفية المزودة بأنظمة لتصفية الأوحال الناجمة عن غسل الفوسفاط الخام. و أشار التقرير إلى أنه تقرر سنويا إعادة استعمال 5 ملايين متر مكعب من مياه الصرف الصحي لمدينة خريبكة بعد معالجتها، وذلك إما لغسل الفوسفاط أو لسقي المساحات الخضراء تماشيا مع الإستراتيجية التي يعتمدها المجمع من أجل النهوض بالمجال البيئي بتعاون مع المكتب الوطني للماء الصالح للشرب. ويتضمن خط الأنابيب من بين محتوياته خطا رئيسيا للأنابيب بطول 187 كلم وخطوطا ثانوية يبلغ طولها 48 كلم تربط بين مغاسل الفوسفاط، والمحطة الرئيسية الواقعة بمنشآت مرح الاحرش المكونة من 5 مخازن ومحطة الضخ الرئيسية. و يضم المشروع نظاما للتحكم والمراقبة وخمسة مخازن للباب الفوسفاط عند خروجه من المغاسل بخريبكة، وثلاث محطات ضخ لتزويد المحطة الرئيسية انطلاقا من المغاسل، إلى جانب محطة نهائية بالجرف الأصفر توجد بها 10 خزانات لتزويد الوحدات الصناعية بلباب الفوسفاط. وعلى غرار ذلك، من المرتقب حسب التقرير إنجاز خط أنابيب جديد طوله 147 كلم، بغلاف استثماري يقدر بملياري درهم لنقل 10 ملايين طن من لباب الفوسفاط سنويا، وذلك انطلاقا من مناجم الغنطور وبنجرير واليوسفية إلى منشآت آسفي. يشار إلى أن المجمع الشريف للفوسفاط بلور في السنوات الأخيرة استراتيجية جديدة، ترمي إلى تأكيد ريادته في سوق الفوسفاط في العالم عبر تحديث الآلة الإنتاجية وخفض تكاليف النقل وجذب استثمارات خارجية مباشرة. غير أن الرهان الحاسم للمكتب يتمثل في مراقبة التغيرات التي تطرأ عبر حصر الأسعار في الحدود التي يرتضيها، وتكوين المخزون الاستراتيجي تحسبا للمنافسة. وتستحضر الاستراتيجية، التي سبق أن بسطها الرئيس المدير العام للمكتب في مناسبات سابقة، الطابع الدوري للقفزات التي تطرأ على أسعار الفوسفاط والظرفية الدولية الجديدة المطبوعة بتزايد الطلب على المنتوجات الغذائية التي تحتاج إلى استثمارات عالمية جديدة في مجال الأسمدة.