لم يقو عمدة البيضاء، محمد ساجد، مساء أول أمس الأربعاء، على مجاراة المعارضة الشرسة التي قادها مستشارون ينتمون إلى الأغلبية (العدالة والتنمية) والمعارضة (الاستقلال، الاتحاد الاشتراكي، الحركة الشعبية)، حول مدى قانونية انعقاد الدورة، ليقرر ساجد، حوالي الساعة العاشرة ليلا، وسط أجواء مشحونة، رفع الجلسة الرابعة من دورة الحساب الإداري دون استشارة المجلس، بمبرر غياب أجواء الاشتغال، بالرغم من أن السلطة منعت المواطنين والصحافة من حضور الدورة. وركزت المعارضة، في إطار نقط نظام، على أن الجلسة غير قانونية في غياب النصف زائد واحد (75 عضوا)، فيما تشبث العمدة ساجد بكون النصاب هو الثلث، لكن «القشة التي قصمت ظهر البعير»، هي ما أثاره الأعضاء خلال الجلسة من كون الاستدعاء الذي وجه إليهم يحمل تاريخ 21 أبريل، أي يوما واحدا قبل أن ترخص السلطة للعمدة بتمديد آجال انعقاد الدورة، هذا الإشكال كان سببا في توقف الدورة لمدة قاربت ثلاث ساعات. الكاتب العام لولاية جهة الدارالبيضاء، الذي حضر الجلسة المغلقة لدورة الحساب الإداري، رفض الدخول في الجدال الدائر حول مدى قانونية انعقاد الجلسة والاستدعاء الذي وجه للمنتخبين، وهي الأسئلة التي توجه بها كل من عبد الصمد حيكر من حزب العدالة والتنمية وسعيد حسبان من فريق الحركة الشعبية وأحمد القادري من حزب الاستقلال ومصطفى رهين (بدون انتماء سياسي). سعيد حسبان، رئيس مقاطعة الفداء عن حزب الحركة الشعبية، طلب من ساجد عقد دورة استثنائية، كما جاء في الرسالة التي وجهها الفريق الحركي، من أجل المصادقة على النقط التي تهم المشاريع التنموية بالمدينة، حتى لا تتهم المعارضة بعرقلة التنمية في المدينة، كما طلب من العمدة ساجد عدم إقحام السلطة كطرف في الجدل القانوني القائم داخل المجلس، وإذا ما أراد العمدة استئناف الجلسة عليه أن يستأنف الدورة من حيث انتهت الجلسة السابقة، كما أشار إلى عدم قانونية انعقاد الجلسة. وبدا للعديد من المتتبعين أن العمدة ساجد فقد بوصلة الأغلبية ولم يستطع حشد الدعم الكافي للتصويت على الحساب الإداري، رغم المفاوضات الماراطونية التي خاضها لمدة ثلاث ساعات مع فريق العدالة والتنمية، كما تسبب انعقاد دورة الحساب الإداري تزامنا مع مقابلة في كرة القدم بين الريال والبارصا في تسلل أعضاء بالأغلبية لمشاهدة المباراة. وعجل التخبط، الذي يعيشه فريق التجمع الوطني للأحرار، منذ مدة، وخروج فريق الحركة الشعبية إلى المعارضة، في رفع الجلسة الرابعة للحساب الإداري دون مناقشة أي نقطة، بعدما بدا ساجد، حسب أعضاء بالمجلس، وحيدا وسط عاصفة هوجاء من الاحتجاجات سواء داخل القاعة أو خارجها، بعد منع المواطنين والصحافيين من الولوج إلى قاعة الاجتماعات لمتابعة الدورة. وردد المواطنون الذين منعوا من متابعة الدورة شعارات من قبيل «هذا عار هذا عار... البيضاء في خطر». وأكد مصدر مسؤول أن قرار عقد دورة مغلقة، جاء استجابة لطلب فريقي الاتحاد الدستوري وجبهة القوى الديمقراطية، اللذين توجها بطلب إلى السلطات الوصية من أجل توفير أجواء العمل خلال الدورات، وهو ما استجاب له والي البيضاء محمد حلب.