عممت مديرية الوقاية المدنية، أول أمس الأربعاء، مذكرة توقيف في حق مجموعة من أفرادها العاملين بعدة ثكنات مغربية هي الخميسات وتطوان وخنيفرة وورزازات ب»تهمة» وضعهم شارات حمراء على أدرعهم احتجاجا على ما أسموه «الحكرة»، وللمطالبة بتحسين ظروفهم الاجتماعية والمادية ووقف ما أسمته عائلات رجال الوقاية المدنية بمسلسل «الاضطهاد والمعاناة المستمر». قرار التوقيف هذا أثار حفيظة عدد من رواد الموقع الاجتماعي «فايس بوك» على صفحة خاصة لرجال الوقاية المدنية بالمغرب والتي اعتبرت «صفحة خاصة تدافع عن حقوق رجل الوقاية المدنية بالمغرب، وكذلك فضاء لفضح الاختلالات الحاصلة بهذا الجهاز»، وتضمنت الصفحات تنديدا بهذا التوقيف على اعتبار أن الموقوفين لم يتخاذلوا في أداء واجبهم المهني بقدر ما تصرفوا بطريقة حضرية للاحتجاج على أوضاعهم ليس إلا. وتوصلت جميع ثكنات المملكة بإرسالية من الإدارة بضرورة إعداد لوائح بأسماء كل المعتصمين مرفوقة بلائحة المطالب من أجل إعداد تقرير سيقدم إلى وزير الداخلية، وهو ما أعقبته قرارات التوقيف في الوقت الذي كان المحتجون ينتظرون أن يتم الاستماع إلى أصواتهم والاستجابة لملفاتهم المطلبية. ويذكر أن الوقفة الاحتجاجية التي كانت مقررة، الأربعاء الماضي، أمام مقر المديرية العامة للوقاية المدنية، بالرباط، لم يتم تنظيمها والتي كانت ستشارك فيها زوجات رجال الوقاية المدنية للمطالبة بتحسين ظروف عمل أزواجهم الذين يقضون ساعات طوال في العمل ضدا على القوانين العالمية المنظمة لهذه المهنة، بالإضافة إلى مشاركة عائلات موظفي الهيئة الوطنية للوقاية المدينة وفعاليات من المجتمع المدني. وتتجسد المشاكل التي يعاني منها رجال الوقاية المدنية والتي صرح بها هؤلاء، ل»المساء» في الأجر الشهري الذي يتقاضونه والذي لا يتعدى 3150 درهم شهريا، بالإضافة إلى أنهم لا يتمتعون بالتعويضات المادية عن الساعات الإضافية، فضلا عن التعسفات التي يتعرضون لها خلال مزاولتهم لعملهم والتي تجعلهم يشعرون -على حد تعبيرهم- ب»الحكرة»، كما أنهم محرومون من التكوين المستمر ومتابعة الدراسات العليا ويتعرضون للاستغلال والاستعانة بهم لأغراض شخصية، ويعانون من التمييز وتأخير الترقيات وعدم إدماج حاملي الشهادات في السلم 10. وطالب رجال الوقاية المدنية وعائلاتهم بوجدة برحيل الجينرال محمد بن زيان، خلال الوقفة الاحتجاجية التي نظمت، الأربعاء الماضي لمدة ساعتين، والتي شارك فيها أزيد من 50 شخصا ورددوا شعارات منددة بأوضاعهم.