قدم رئيس مقاطعة طنجة المدينة، يوسف بنجلون، استقالته من رئاسة المقاطعة بشكل مفاجئ، بعد ساعات قليلة من رفع الدورة الاستثنائية، التي كان من المقرر عقدها لإجراء تحويل في الميزانية، لكن عدم اكتمال النصاب القانوني حال دون ذلك. وقال بنجلون، في رسالة استقالته، التي قدمها إلى والي طنجة محمد حصاد، إن «دوافع شخصية» جعلته يقدم استقالته، مشيرا إلى أن الوضع السياسي «المزري»، الذي أصبحت تعيشه مدينة طنجة، جاء كخلاصة للعملية الانتخابية الممتدة من سنة 2009 إلى يوم الناس هذا. وأوضح بنجلون في رسالة الاستقالة، التي توصلت «المساء» بنسخة منها، أن هذه الفترة لم تمر في أجواء تطبعها «الديمقراطية والشفافية»، وبالتالي «فإن ما يقع اليوم هو نتيجة موضوعية وتحصيل طبيعي لما سبق الإشارة إليه». وتعتبر هذه المرة الأولى التي لم يكتمل فيها النصاب القانوني لرئيس مقاطعة المدينة، بعدما غاب 22 مستشارا، بينهم نائبان للرئيس، رغم أن جدول أعمال هذه الدورة لم يكن يتضمن سوى نقطة فريدة تتعلق بتحويل في الميزانية. وقال بنجلون في تصريح ل«المساء» إن «الديمقراطية تقتضي أن الرئيس الذي لا يتوفر على أغلبية يجب أن يتخلى عن كرسي الرئاسة لفائدة المعارضة، حتى إن كانت هذه المعارضة لا تتوفر على مصداقية». من جانب آخر، بدأت الأوضاع السياسية المتأزمة داخل مجلس المدينة تؤثر بشكل كبير على ما حصل داخل مقاطعة المدينة، إذ يعتبر يوسف بنجلون من الأركان الأساسية داخل المعارضة بعد طرده من «الأحرار» بتحريض مباشر من محمد بوهريز، منسق الحزب بجهة طنجة تطوان. وتقول مصادر مطلعة إن بوهريز، وهو أحد حلفاء العمدة فؤاد العماري، أراد رد الصفعة القوية التي تلقاها التحالف الثلاثي المسير للمجلس، وعلى رأسه فؤاد العماري، عندما فقد الأغلبية داخل المجلس. وأشارت نفس المصادر إلى أن تقديم رئيس مقاطعة المدينة استقالته بسبب فقدانه الأغلبية رسالة قوية إلى رئيس المجلس الجماعي، فؤاد العماري، الذي ما يزال متشبثا بكرسيه، رغم أنه لا يتوفر على الأغلبية، ورغم أنه وعد من قبل بأنه سيستقيل فورا عند فقدانه الأغلبية، وهي استقالة لا يزال سكان طنجة ينتظرونها حتى الآن.