سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الولايات المتحدة الأمريكية «قلقة» من ظاهرة عزوف الشباب المغاربة عن السياسة وتنصح الأحزاب بتأطيرهم في ندوة حضرها المستشار السياسي للسفارة الأمريكية لإعطاء انطلاق تظاهرة حول «المواطنة المبنية على التسامح والتآزر ونبذ العنف»
صرح برايان شوت، مساعد المستشار السياسي في سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية، بأن بلاده «منشغلة» بالعزوف السياسي للمغاربة، قائلا ل«المساء»: «نحن نتحدث كل يوم حول هذا الموضوع». وأضاف الدبلوماسي الأمريكي في تصريحه أن عزوف الشباب المغاربة عن الشأن السياسي يعود لأسباب مختلفة، من أبرزها «ارتفاع نسبة الأمية، التي تؤثر -حسبه- على نسبة المشاركة في التصويت، مشددا على أنه «من الواجب على الأحزاب السياسية المغربية تأطير الشباب وعرض برامجها وأفكارها السياسية». وأضاف المستشار السياسي أن بلاده تتحدث كذلك عن الإصلاحات المطروحة الحالية لتغيير الدستور الحالي. وجاءت تصريحات الدبلوماسي الأمريكي ل«المساء» في خضم زيارته لمدينة تطوان، في إطار ندوة صحافية نظمتها جمعية حماية المستهلك والمنتفع من الخدمات العمومية واللجنة الوطنية لمحاربة الفساد، من أجل انطلاق تظاهرة حول «المواطنة المبنية على التسامح والتآزر ونبذ العنف في إطار مشروع «المواطنة المسؤولة للمراهقين في تطوان». وتعتبر الولاياتالمتحدةالأمريكية من ممثلي هذه التظاهرة عبر برنامج «مبادرة الشراكة الأمريكية الشرق الأوسطية (MEPI)، حيث أفاد مساعد المستشار السياسي للسفير الأمريكي صامويل كابلان أن ميزانية البرنامج تبلغ 55 ألف دولار أمريكي ستخصص لبرامج تحسيسية لتجسيد روح المواطنة بين الشباب، المبنية على التسامح والتآزر ونبذ العنف، تستهدف تلاميذ المؤسسات التعليمية في كل من مدن تطوان والفنيدق ومرتيل والعرائش وشفشاون. من جهته، ذكر رياض البردعي، مدير برنامج «مبادرة الشراكة الأمريكية الشرق الأوسطية»، أن البرنامج له أهمية كبرى، نظرا إلى التغييرات الحالية التي تعرفها عدة دول في المنطقة العربية، مشيرا إلى أن استجابة السفارة الأمريكية لأهدافها في المغرب جاءت عبر تقديم هذا الدعم المادي واللوجيستي، مذكرا بالبرامج المماثلة التي تم تطبيقها في كل من مدينتي مراكش والمحمدية، والتي لها صلة مباشرة بتعزيز قيم المواطنة، وأخرى بمحاربة آفة المخدرات في إقليمتطوان، نظرا إلى معاناة شباب تطوان مع هذه الظاهرة، بسبب الفراغ القاتل الذي يعيشونه وعدم وجود أي بديل آخر. وذكر عبد الله بزرهون، منسق اللجنة الوطنية لمحاربة الفساد ومنسق المشروع المذكور، أنه سبق لهم أن نظموا تظاهرات وحملات تحسيسية بخصوص انتشار المخدرات وسط شباب تطوان، منتقدا غياب المسؤولين عنها، والذين -حسب قوله- «أغلقوا أبوابهم في وجه اللجنة». وقال بزرهون: «لقد وجدنا الدعم والسند عبر طرق باب الصداقة المغربية -الأمريكية». كما يتمحور البرنامج الذي تم تقديمه في تطوان حول تشجيع شباب المنطقة على الممارسة السياسية والاجتماعية وعلى تشجيع قيم التسامح في أوساطهم، وهو البرنامج الذي سيمتد ل9 أشهر في عدة مؤسسات تعليمية، كما سينظم ندوات حول «شباب 20 فبراير والعمل السياسي» وموقف الشباب من الأحزاب السياسية المغربية ومساهمة المجتمع المدني في إصلاح الدستور والتسامح والمساواة واحترام الرأي الآخر، إضافة إلى تنظيم عدة حملات تحسيسية حول المخدرات وندوات فكرية وأكاديمية حول «دور المجتمع المدني والإعلام في مقاربة ظاهرة المخدرات».