كشف الباحث السياسي محمد الخلفي أن 36 في المائة من الشباب المغاربة الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 سنة لا تتاح لهم فرصة التصويت في الانتخابات. وأضاف الخلفي، في الندوة الصحفية التي نظمتها الجمعية المغربية لخريجي برنامج فولبرايت، أن المغرب شهد تحولا كبيرا في ما يخص أفكار الشباب حول آليات العمل السياسي، وهو تحول نشأ عنه عزوف الشباب عن الانتخابات والأحزاب، على عكس سنوات السبعينيات التي تميزت بوعي الشباب وقتها بقواعد اللعبة السياسية. وأعرب الخلفي عن تخوفه مما كشفت عنه الدراسات الاجتماعية التي تجمع على وجود أزمة عميقة بين الشباب والسياسة في المغرب، تجعل من أي رهان على الإصلاح السياسي والديمقراطي رهانا بدون قاعدة اجتماعية قادرة على إسناده ودعمه. وافترض أن قصور الفضاء الدستوري والسياسي العام ومحدودية الإمكانات التي يتيحها للمبادرة السياسية لا يمثلان المحدد الأول في تفسير أزمة العلاقة بين الشباب والسياسة، معتبرا أنهما يكتسبان طابعا نسبيا بالمقارنة مع العامل الحزبي والذي تحول هو الآخر إلى عامل إضعاف وتأزيم لعلاقة الشباب بالسياسة. وتابع الخلفي أن 8 ملايين ناخب صوتوا خلال الانتخابات التشريعية الماضية معظمهم شباب، مما يستدعي، في نظره، ضرورة البحث عن شريحة عمرية محددة لتشجيعها على التصويت في الاستحقاقات المقبلة. من جانبه، قال الباحث لحسن حداد إن المشاركة الشبابية تدعو إلى القلق وتطرح إشكالية الخطاب الحزبي حول الشباب وتطور مشاركتهم السياسية. وأضاف حداد أن أسباب العزوف تكمن في غياب الديمقراطية داخل الأحزاب التي تعاني الشيخوخة داخل أطرها ونخبتها، إضافة إلى جمود هذه الأحزاب وتوقف أنشطتها بعد انتهاء الحملات الانتخابية. وأكد حداد أن مؤسسات القرار الحزبي مطالبة بمحاربة الزبونية داخل هياكلها وبتجديد آليات الخطاب المعتمدة من أجل تطوير المشاركة السياسية. وحول علاقة الشباب بالسياسة، قال فوزي الشعبي، عضو الفريق البرلماني لحزب التقدم والاشتراكية، إن مشاركة الشباب في الشأن السياسي تحتاج إلى إدماج الأحزاب السياسية والتنظيمات النقابية من أجل تشبيبها ودمقرطة مناهج اشتغالها. وأضاف أن استمرارية التفاعل مع الشباب وتقريبه من طرق التدبير المحلي قادرة على جعله يدرك أهمية دوره داخل المجتمع وعلى دفعه بالتالي إلى التفاعل مع القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للبلاد.