قرر المهاجرون المغاربة المرحلون مؤخرا من ليبيا، إثر أحداث العنف التي اندلعت في هذا البلد منذ أسابيع، تنظيم وقفة احتجاجية جديدة أمام الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، التي يقودها محمد عامر، يوم الاثنين المقبل، للمطالبة بتسوية أوضاعهم واتخاذ إجراءات تضمن لهم الاستقرار. وقال أحد هؤلاء للعائدين ل«المساء» إن عددا من المهاجرين المغاربة الذين رحلوا مؤخرا قضوا أزيد من عشرين سنة في القطر الليبي وكونوا عائلات هناك ولم يعودوا يدخلون المغرب إلا نادرا، ولا يملكون سكنا ولا عملا لكي يضمنوا استقرارهم في بلادهم. كما أن عددا منهم لجؤوا فقط لدى أصهارهم أو أقاربهم لمدة محدودة على أساس أن تتم تسوية أوضاعهم، كما تلقوا وعودا بذلك من المسؤولين، لكن شيئا من ذلك لم يحدث لحد الآن، يضيف هذا العائد. وكان حوالي مائة شخص من هؤلاء المهاجرين العائدين نظموا وقفة احتجاجية أمام وزارة محمد عامر بداية الأسبوع الجاري، لكن الوزير المكلف بالجالية المغربية في الخارج رفض استقبالهم، وعندما واصلوا الاحتجاج استقبل محمد عامر ستة منهم أعطاهم وعودا بإيوائهم في السكن الاجتماعي بشكل مؤقت. وقال مصدر من المحتجين إن العديد من هؤلاء المهاجرين عادوا من ليبيا بطريقة مفاجئة، مما جعلهم لا يحملون معهم أي شيء يمكن أن يكفيهم في المغرب، بسبب الأوضاع المتدهورة في ليبيا والخوف على حياتهم. وكشف هذا المصدر أن بعض المرحلين عادوا إلى بلادهم دون اصطحاب زوجاتهم أو أزواجهم، بسبب المسافة بين مكان تواجدهم وانقطاع الاتصال بينهم بسبب الأوضاع الأمنية المتوترة. وأشار إلى أن الوزارة المكلفة بالجالية اكتفت بتوزيع استمارة صفراء على المرحلين بعنوان «خلية تتبع ومواكبة طلبات وانشغالات المغاربة العائدين من ليبيا» لملئها، لكنها لا تحمل أي طابع رسمي، مضيفا بأن الوزارة تسعى من وراء ذلك إلى امتصاص غضب هؤلاء فقط.