أمضى رئيس الوزراء البريطاني السابق، توني بلير، ثلاثة أيام بالمنتجع السياحي «مازاغان» بضواحي الجديدة. وحل بلير بالمغرب في 15 مارس المنصرم من أجل تنشيط منتدى ضم مديري أكبر المؤسسات البنكية في إفريقيا. اختيار بلير ل«مازاغان» جاء نتيجة الخصوصية التي يضمنها المنتجع والتي جعلته يشكل نقطة جاذبة لسياح من طينة مميزة من مشاهير ورؤساء دول وملوك، لا سيما أن المنتجع ينتهج سياسة تواصلية وتسويقية واسعة في المملكة المتحدة. وحظي بلير بحماية أمنية لصيقة وفرها له رجال الأمن الخاص من بريطانيا، إضافة إلى رجال الأمن الخاص الذين يوفرهم المنتجع السياحي للضيوف الكبار والمرموقين. ورافق بلير فريق حماية مكون من خمسة حراس شخصيين من وحدة الحماية في الشرطة البريطانية، المكلفة بتوفير الحماية للوزراء والمسؤولين الحكوميين وكبار الشخصيات. إجراءات أكثر صرامة اتخذت عند حضور الملك عبد الله عاهل المملكة العربية السعودية لقضاء فترة نقاهة بعد عملية جراحية بالولايات المتحدةالأمريكية. رافقت الملك حاشية كبيرة استلزمت حجز 300 غرفة له ولحاشيته من أفراد العائلة وبعض المقربين من الأسرة المالكة، أما الحصول على غرفة بفندق «مازاغان»، فيفترض أن تكون زبونا للمنتجع، وإلا فإن الرفض سيكون مصيرك. مبرر اختيار منتجع مازاغان من طرف العاهل السعودي، بالإضافة إلى ما توفره «مازاغان» من مؤهلات سياحية ذات طراز عال، هو أن المنطقة بها رطوبة عالية، وأن طبيعة العلاج الذي يستفيد منه تفرض ذلك. مدخل المنتجع ضربت عليه حراسة مشددة وأصبح يفترض في كل راغب في ولوج المكان أن يدلي ببطاقة هويته ويشرح للواقفين خلف الحواجز سبب الزيارة. تفيد بعض الكتابات الصحفية بأنه تم الاحتفاظ بخمسين غرفة أخرى للطوارئ في جناح خاص تم ترتيبه وإعداده لضيف المغرب. بل إن الطريق المؤدية إلى جناح الملك فتحت خصيصا له لا يقربها الآخرون بعد أن شددت عليها الحراسة. توزع البرنامج اليومي للعاهل السعودي عبر أوقات يقضيها على رمال شاطئ الحوزية، التي تم وضع حواجز لم تعد تسمح بالوصول إليها، ويمكن أن يتمشى الملك عبد الله على الرمال الذهبية لهذا الشاطئ الذي لا يزال يحافظ على عذريته ولم يصله أثر التلوث بعد. كما شوهد الملك وهو على كرسيه المتحرك بداخل فضاء مازاغان محاطا بعدد من حراسه الشخصيين. لذلك أضحى العاملون وزوار القرية يحتاطون من الاقتراب من الجناح المخصص للأسرة السعودية. من المشاهير الذين استقطبهم أيضا المنتجع عارضة الأزياء ناعومي كامبل والمطرب الفرنسي باتريك برييل، احتفت بهم كاميرات المصورين خلال يوم افتتاح المنتجع، بالإضافة إلى ضيوف يمثلون عالم المال والسياسة والفن، هؤلاء لا يستطيع أن يجمعهم سوى «مازاغان» والملياردير الجنوب إفريقي سول كارزنر الذي لم تنل السنون من بحثه عن إطلاق المشاريع المبهرة. واحتفالا بمرور سنة على مازاغان غولف كلوب، نظمت مجموعة كيرزنر الدولية للاستثمار السياحي يوم 13 نونبر 2010 لقاءا على شرف أسطورة الغولف العالمي الشهير غاري بلاير ( 73 سنة ) الحائز على عدة جوائز عالمية ومن أكبر مصممي الغولف المهنيين الذي صمم أشهر ملاعب الغولف في العالم ومن ضمنهم ملعب الغولف بالمحطة نفسها. حضور أسماء عالمية وعربية دفع إدارة المنتجع إلى إسناد مهمة القيام بتحريات خاصة إلى بعض الدوائر الأمنية عن كل من يعمل في منتجع «مازاغان» السياحي بالجديدة. وقالت مصادر من داخل المنتجع إن «ملفات كل المستخدمين أرسلت إلى الدوائر الأمنية للتحقيق في قرابتهم وعلاقاتهم السياسية وأنشطتهم الجمعوية». وأفاد المتحدث بأن «هذا الإجراء جاء مباشرة بعد نزول أحد أفراد العائلة السعودية الحاكمة في المنتجع». في المقابل أوضح المصدر ذاته أن «إدارة المنتجع طمأنت المستخدمين المقربين منها، وأخبرتهم بأن هذا الإجراء روتيني، وكان يجب على الإدارة اتخاذه منذ مدة، نظرا لتوافد شخصيات سياسية واقتصادية مهمة على المنتجع، ما يعرض حياتهم للخطر إن لم يكن هناك بحث من هذا النوع». وقد أصيب المستخدمون في «مازاغان» بنوع من الذعر عند توصلهم بأنباء حول إجراء بحوث في كواليس حياتهم، خصوصا في صفوف أولئك الذين كانت لهم أنشطة سياسية أيام الجامعة.