في الكثير من الدراسات الطبية، أعاد الباحثون تزايد عدد مرضى السكري إلى أسباب غذائية، إضافة إلى العامل الوراثي. وتقدر منظمة الصحة العالمية عدد المصابين بهذا المرض، الذي يهدد صاحبه بعواقب وخيمة إذا ما أهمل وضعه الصحي، بحوالي نصف مليار إنسان في العالم، لا يعرف بعضهم أنهم مصابون به. ومن أهم علامات السكري العطش الشديد وكثرة التبوّل بكميات كبيرة وانخفاض الوزن والضعف والتعب والالتهابات الجلدية وقلة القدرة الجنسية. ومع أنه لم يُكتشَف بعدُ علاج يشفي المريض نهائيا من السكري، فإنه -كما يقول تقرير صدر عن مؤسسة حماية المواطن في كوستاريكا- يزداد عدد الإصابات بالسكري فيها. إن اختيار أنواع معينة من الحبوب لتكون ضمن الوجبة الغذائية من أفضل الوسائل للحفاظ، قدر الإمكان، على نسبة السكري المطلوبة في الدم، وهذه الحبوب هي الحنطة السوداء، وهي أحد أنواع القمح. وقد جاء ذلك في دراسة نشرها علماء في عدة كليات طبية أمريكية أشارت إلى أن خلاصات من حبوب الحنطة السوداء خفّضت سكر الدم بنسبة وصلت إلى 19 في المائة عند الجرذان المصابة بالسكري، وهذا ما دفعهم إلى توجيه نصيحة لمرضى السكري بإدراج الحنطة السوداء في نظامهم الغذائي. وتقول الدكتور ألفيرا أمبارو، من مؤسسة حماية المواطن، إن إدخال الحنطة السوداء في النظام الغذائي للمريض يمكن أن يؤمّن طريقة آمنة وسهلة وغير مكلِّفة لخفض مستوى سكر الدم والإقلال من خطر الاختلاطات المصاحبة للسكري، والتي تشمل مشاكل في القلب وأخرى عصبية وكلوية. وتعتقد أمبارو أن مفتاح السر الذي تحتويه حبوب الحنطة السوداء يكمن في مركب يدعى «chiroinositol»، وهو موجود في هذا النوع من الحنطة بنسبة عالية، ونادرا ما يتواجد في غيرها من الأطعمة. وقد ظهر المركَّب المذكور في الكثير من الدراسات التي أجريت على الحيوانات والإنسان كعامل مهم في عملية استقلاب الغلوكوز، لذا قد يجعل هذا المركب الخلايا أكثر حساسية للأنسولين أو ربما يعمل كمقلد له. ورغم أن الباحثين قد ركزوا في بحوثهم على أهمية الحنطة السوداء وتأثيرها على مرض السكري من النمط الأول، فإنهم يعتقدون أن هذا النوع من الحنطة سوف يكون له نفس التأثير الخافض لنسبة سكر الدم، بعد أن أُعطي لفئران مختبر تعاني من داء السكري من النوع الثاني وأعطى نتائج جيدة.