حالة أسناننا في الحاضر تعكس مدى اهتمامنا بها في مرحلة الطفولة والمراهقة، ففي طفولتنا هناك بعض السلوكات الخاطئة التي تؤثر سلبا على صحة الأسنان لاحقا وعلى الأمهات والآباء أن يكونوا على وعي كامل بها. فبالنسبة للأطفال الرضع بعد ستة أشهر تبدأ الأسنان في الظهور ويصبح أكل الرضيع أكثر تنوعا، إذ يضاف إلى الحليب المجموعات الغذائية الأخرى تدريجيا، لكن الخطأ هنا هو إضافة السكر للحساء الذي يتناوله الطفل لجعله يتقبله، هذا بالإضافة إلى اختيار أطعمة لا تناسبه، غنية بالسكر، تتسبب في تعريض أسنانه إلى التسوس في مرحلة مبكرة. هذا السلوك يجعل الطفل يميل إلى تناول السكريات والأكل المحلى لاحقا أكثر من غيره، عدا عن أن هناك ظاهرة تسوس الأسنان الأمامية عند الرضع الذين يتناولون الحليب في الرضاعات، فمهما كان الأمر لا يجب ترك الأطفال ينامون والرضاعات في أفواههم بل يجب تعويد الطفل على تناول الأكل في الأواني وبالملعقة منذ البداية، لأن ذلك يزيد من فرص إصابة الأسنان الأمامية بالتسوس، خصوصا مع تكرار الأمر، فالنوم يجعل نسبة اللعاب في الفم قليلة ثم إن اللاكتوز الموجود في الحليب بدوره يؤدي إلى تسوس الأسنان الأمامية، التي تكون في اتصال مباشر ومستمر مع الحليب، ومن هنا تأتي أهمية الرضاعة الطبيعية خلال السنتين الأوليين من عمر الطفل، كما أن على الأم ابتداء من الشهر السابع والثامن تقديم وجبات صلبة للطفل على أن تكون سهلة المضغ كالخضر المهروسة والفواكه المسلوقة والمهروسة من اجل تمرين عضلات الفم وتقويتها مع تجنب إضافة السكر. فالعناية بالفم والأسنان يجب أن تبدأ مع ظهور أول سن وعلى الآباء أن يكونوا قدوة حسنة في تعليم وتشجيع أبنائهم على الاهتمام بنظافة أسنانهم ومنحهم تغذية متوازنة غنية بالكالسيوم للحفاظ على الأسنان «الحلبية» إلى أن تتم إزالتها في وقتها وتعويضها بالأخرى الدائمة.